الجمعة، 10 يونيو 2016

الخلاف السعودي مع بان كي مون حول اليمن يمثل انحطاطا جديدا في علاقة الأمم المتحدة

ايان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط.
صحيفة الغارديان البريطانية.
الجمعة 10 يونيو 2016.

ترجمة: عبدالرحمن مطهر أبوطالب

المملكة العربية السعودية لم تحب الأمم المتحدة أبدا، غير أن الخلاف مع بان كي مون حول ضحايا الأطفال في الحرب على اليمن هذا الاسبوع يمثل مستوى متدن جديد.

لقد كان حدثا غير عادي الاستماع إلى الأمين العام للأمم المتحدة وهو يعترف علنا ​​يوم الخميس بأنه قد تم لي ذراعه لتغيير التقرير في أعقاب الغضب السعودي.

بدأ الخلاف عندما نشرت الأمم المتحدة تقريرا حول الانتهاكات العالمية لحقوق الطفل وادرجت التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضمن قائمة المنتهكين، حيث يدعم هذا التحالف استعادة الرئيس الشرعي ومحاربة المتمردين الحوثيين.

إنها حرب مثيرة للجدل تعكس التوترات الإقليمية، لاسيما مع إيران. تملك المملكة العربية السعودية أصدقاء أقوياء والعديد من الأعداء. كما أنها أيضا تملك مزاجا يميل إلى الحزم في عهد الملك سلمان الذي يدير إبنه الطموح محمد ولي ولي العهد السياسات الرئيسية للمملكة.

وكان تقرير الامم المتحدة الذي صدر في الأسبوع الماضي قد هاجم على حد سواء قوات التحالف والقوات المتمردة بسبب "عدد كبير جدا من الانتهاكات" بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات، ولكن التقرير قال ان التحالف مسؤول عن 60٪ من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن العام الماضي.

لذلك كان هناك غضب يوم الاثنين عندما قالت الامم المتحدة انها ازالت التحالف من القائمة السوداء السنوية عن حقوق الطفل في انتظار تقديم عرض مشترك من قبل المنظمة الدولية والتحالف عن تلك الوفيات والإصابات.

واحتجت منظمات حقوق الإنسان على ماوصفته بـ " الصفعة المشينة" و "القوادة الوقحة" و "الفشل الأخلاقي". واتفقت جميعها على أن مصداقية الأمم المتحدة قد تضررت. حيث اشتكى دبلوماسيون مجهولون من البلطجة والتهديد والابتزاز.

حينها اعترف بان كي مون للعلن ​​أنه تعرض لضغط "غير مقبول" و "غير مبرر". لم يذكر على وجه التحديد بأن السعوديين هددوا بقطع التمويل، لكن ذلك كان واضحا بشكل جلي في تصريحه للمراسلين بأن "الأطفال المعرضون للخطر في فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن والعديد من الأماكن الأخرى قد يقعون في مزيد من اليأس".

حلفاء السعودية، بما فيها الأردن، والإمارات العربية المتحدة ومصر والكويت وقطر - جميع أعضاء الائتلاف - احتجوا أيضا على القرار. ومع ذلك، نفى سفير المملكة لدى الأمم المتحدة القيام بأي تهديدات، ومنها تلك التهديدات الواردة عن مغادرتها الأمم المتحدة تماما. وقالت مصادر سعودية انها تشتبه في قيام الولايات المتحدة بتسريب تفاصيل مضرة بالتبادلات الدبلوماسية الخاصة.

ويصر الجيش السعودي على أن تقارير منظمات حقوق الإنسان عن وفيات مدنيين في غارات جوية لقوات التحالف تستند على تحقيقات غير كافية. وهو نفس الرد الذي قاله الجيش في السابق بشأن المزاعم حول استخدام القنابل العنقودية التي زودته بها المملكة المتحدة، غير أن وعودها المتعلقة بإجراء تحقيقات في هذا الشأن لم تتحقق حتى الآن.

وبعد كل هذا، فإن السعوديين ليسوا فقط غير نادمين، بل أنهم غاضبون. فقد اكتضت وسائل الاعلام الاجتماعية في المملكة بالشكاوى من أن منظمات حقوق الانسان الغربية قد أخفقت في تطبيق نفس المعايير الصارمة على حكومات بلدانها أو قواتها المسلحة، أو على روسيا وإسرائيل، ناهيك عن سوريا حيث المدنيين الذين قتلوا فيها أكثر بكثير من المدنيين الذين قتلوا في اليمن.

يقول أحد المحللين السعوديين الغاضبين "نحن نعلم أن المستشفى في قندوز (في أفغانستان) تعرض لهجوم من قبل الولايات المتحدة وأن الآلاف يقتلون من قبل القوات الجوية الروسية في سوريا، حيث يتم نشر الحرس الثوري الإيراني". واضاف "هذا أمر مثير للسخرية. فهذا شيء ناجم عن ازدواجية المعايير، وليس عن دولة قوية تدفع لإسكات منتقديها".

وبالعودة إلى عام 2013، تسبب الملك الراحل عبد الله في حدوث ضجة عندما رفض تولي مقعدا غير دائم في مجلس الامن الدولي احتجاجا على فشل السياسة الدولية تجاه بشار الأسد الذي يريد السعوديون الاطاحة به. الآن يجري انتقاد الأمم المتحدة على أنها "منظمة إرهابية".

كما نشر مستخدمون جريئون في تويتر صورا لجنود سعوديين يعانقون الأطفال اليمنيين. وغردوا بالقول أن الناس يجري إعدامهم على الرافعات في الأهواز - حيث تعيش الأقلية العربية في إيران - في حين يجلس بان كي مون على كومة من الجثث في سوريا معربا عن "قلقه".

يتبقى أن نرى ما إذا كان العرض المشترك الموعود به بين السعودية والأمم المتحدة حول الضحايا من الأطفال سوف يخرج بنتيجة مختلفة أم لا، ولكن هذا الخلاف العلني جدا كان مدمرا. يقول بيتر سالزبوري أحد خبراء تشاتام هاوس في منطقة الخليج "هذا جزء من التوجه الجديد فيما يتعلق بالطريقة التي ينتهجها السعوديون في سياساتهم الخارجية".

وأضاف "هذه ليست المرة الأولى التي يمارس فيها السعوديون الضغط على الأمم المتحدة للحد من الانتقادات حول تصرفاتهم، خصوصا في اليمن. المشكلة هي أنه بدلا من تحسين صورتهم فأنهم فقط يعززون فكرة أنهم يستخدمون عضلاتهم المالية للحصول على ما يريدون".

وقال سالزبوري "من الصعب أن نرى كيف أن ذلك لن يؤدي على المدى البعيد إلى انتكاسة أو استجابة سلبية من بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والرأي العام في دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة، الذين يدافعون عن تحالفهم مع السعوديين، عندما يتعلق الأمر بموضوع عاطفي ومؤثر كموضوع حماية الأطفال في الحرب ".

https://www.theguardian.com/world/2016/jun/10/saudi-arabia-row-ban-ki-moon-new-low-un-relationship

الأربعاء، 25 مايو 2016

الأزمة السعودية تتفاقم

| قمع السعودية لمواطنيها الشيعة وحربها ضد اليمن هي علامات على نهايتها |.

بقلم: روب برنس وابراهيم كازيروني.
المعهد الأمريكي لدراسة السياسات.
الثلاثاء 24 مايو 2016.

ترجمة: عبدالرحمن مطهر أبوطالب.

يؤكد علماء الفضاء أن النجم حين يكون على وشك الإنهيار، فإن نواته تصبح غير مستقرة. حيث يبدأ النجم في الإتساع إلى ما هو أبعد من حجمه العادي، وحين يظهر  في حجم كبير، فإنه حينها يكون في الواقع في أضعف حالاته. هذه بالضبط هي الحالة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن.

ابن خلدون، أحد كبار فلاسفة القرن الرابع عشر، رسم في كتابه "المقدمة" ملامح صعود وسقوط الإمبراطوريات. مؤكدا أنه لايمكن لأي مجتمع أن يحقق أي شيء ما لم يوجد هناك توافق في الآراء بشأن أهدافه وغاياته، بالإضافة إلى تمتعه بالتضامن المجتمعي والذي أشار له "بالعصبية" أو الإجماع على دعم تلك الأهداف. يخلق التنافس على النفوذ الشخصي والفساد وإغواء الثروة نوعا من الفتور العام الذي يشكل الطور الأخير لأي قوة مهيمنة.

كل المؤشرات تشير إلى أن السعودية تمر بمثل هذه المرحلة في الوقت الحالي.

كنا قد تطرقنا في مقال السابق إلى الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الانكماش الاقتصادي، في نهاية المطاف، في تهيئة الظروف لانهيار النظام الحالي في شبه الجزيرة العربية. و في هذا المقال سيتم التطرق إلى عدة عوامل أخرى وتقييم آثارها على الهيكل السياسي في شبه الجزيرة العربية.

من بين هذه العوامل: انحسار السلطة في السعودية.

هجر الحكام السعوديون دورهم التقليدي  في عدم الإنخراط المباشر في أي قتال أو حرب وتحولت سياستهم إلى التدخل العسكري المباشر عبر إعلانهم الحرب الشاملة على اليمن في 25 مارس عام 2015، ودعم القمع المستمر في البحرين.

يكشف الدور السعودي في تمويل وتدريب ودعم الإرهابيين والمرتزقة في العراق وسوريا، علاوة على عدد آخر من العوامل و الأنشطة، إلى أي مدى تراجعت السلطة الملكية السعودية. الأزمة الشاملة في البلاد تزداد عمقا على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والإقليمية. يركل التنين ويرفس عندما يشعر بأن مخالبة يمكن أن تفقد قوتها. في نهاية المطاف، سيأتي الإنهيار من داخل بيت آل سعود نفسه.

الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان.

في يوم الثلاثاء 22 سبتمبر 2015، كشف موقع ميدل إيست آي النقاب عن قصة رسالة كتبها أحد الأعضاء البارزين في العائلة المالكة السعودية تدعو إلى "التغيير" في القيادة لدرء انهيار المملكة.  وكانت هذه الرسالة التي وزعت في المقام الأول بين الأسرة السعودية قد ألقت باللوم على منصب الملك سلمان في التسبب بمشاكل غير مسبوقة نشأت من عدم اهليته بالمنصب وهو ما يهدد استمرار بقاء النظام الملكي.

وحذر الأمير في الرسالة بالقول "لن نكون قادرين على وقف استنزاف المال والمراهقة السياسية والمخاطر العسكرية ما لم نغير أساليب صنع القرار، حتى لو كان ذلك يعني ضمنا تغيير الملك نفسه".

وبالرغم من عدم وجود مؤشرات على بروز انقلاب داخلي، إلا أن الاقتصاد وانتهاكات حقوق الإنسان والحروب الإقليمية يمكن أن تكون مؤشرات هامة على أن عصر آل سعود في شبه الجزيرة العربية يمر بالأطوار النهائية من وجوده.

المملكة العربية السعودية ديكتاتورية ريعية متواطئة مع الإرهاب العالمي.

تحكم السعودية من قبل أسرة ديكتاتورية لا تتسامح مع المعارضة وتعاقب بشدة المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين. وخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت بشدة موجة العنف التي يرتكبها النظام السعودي، ليس فقط ضد الطائفة الشيعية الأقلية في شعب المملكة، ولكنها تصاعدت على نطاق عالمي. يستخدم النظام القمع ضد كل من يجرؤ على التشكيك في السلفية الوهابية سواء في الداخل أو في الخارج، حيث يوضح رد الفعل السعودي مؤخرا حول طباعة تقرير أحداث 11/9 جزء من هذا الاتجاه المقلق. مثل هذا الازدراء غير المسبوق لحقوق الآخرين يمكن أن يستخدم في نهاية المطاف كمقياس لتقييم انهيار سلطة آل سعود في شبه الجزيرة العربية.

تعد شبه الجزيرة العربية في الأساس جزيرة صحراوية كبيرة يحدها البحر الأحمر والخليج الفارسي. تنتج المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة هذه ما لا يقل عن 80٪ من النفط السعودي وتحوي حوالي أربعة ملايين نسمة، الأغلبية الساحقة منهم من الشيعة الذين تعرضوا للاضطهاد من قبل الحكومة الوهابية السعودية لعدة عقود.

انتهاك حقوق الأقلية الشيعية منتشر بشكل واسع وغير إنساني. فقد جرى هدم مساجد الشيعة ومدارسهم آيلة للسقوط، كما يجري سجن الشخصيات الدينية وتعذيبهم وإعدامهم بشكل منتظم. قبل بضعة أشهر فقط، تم إعدام واحدا من علماء الدين الشيعة البارزين في المجتمع، الشيخ باقر النمر، بعد سجنه لمده طويله لأنه تحدث ضد القمع الذي تتعرض له الطائفة الشيعية.

وصف الشيخ النمر حياة الشيعة في المملكة العربية السعودية بالقول "منذ لحظة ولادتك، تكون محاطا بالخوف والترهيب والاضطهاد وسوء المعاملة. نحن نولد في جو من الترهيب. بل إننا نخاف من الجدران. من منا ليس على دراية بالترهيب والظلم الذي نتعرض له في هذا البلد؟ أنا عمري 55 عاما، أي أكثر من نصف قرن. من يوم ولدت وحتى اليوم، لم يسبق لي أن شعرت بالأمان في هذا البلد. دائما ما يجري اتهامك بشيء ما. دائما ما تكون تحت التهديد. لقد اعترف لي مدير أمن الدولة بالكثير. قال لي عندما تم اعتقالي (يجب قتل كل واحد منكم أيها الشيعة) هذا هو منطقهم".

يقال أن محمد بن سلمان نجل الحاكم الحالي والبالغ من العمر 35 عام، هو من نصح والده بضرب عنق الشيخ نمر باقر النمر لانه تجرأ على تحديه. أدانت الدولة زعيم المعارضة ونفذت فيه حكم الإعدام بعد أن كانت جريمته الوحيدة  هي صياغة وترديد شعار "الاستبداد غير شرعي". الحقيقة أن هذا القائد الذي كان شيخ الحركة الشيعية قد عزز فقط من الشعور العنصري ضد غير السلفيين، الذين يحظر عنهم التعليم الديني ويمنعون أيضا من الإنخراط في الخدمة العامة للدولة.

القضية التالية التي من الممكن أن تحدث انهيارا للمملكة، في إطار هذا الموضوع، هي الحرب الوحشية وغير المشروعة في اليمن. أخذ محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، على عاتقه شن الحرب ضد اليمن التي تعد أفقر وأضعف دولة في العالم العربي، منذ أكثر من عام بحجة مساعدة الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي الذي تمت الاطاحة به من قبل تحالف بين قطاعات مختلفة في المجتمع اليمني طالبت بالديمقراطية والتغيير الاجتماعي والاقتصادي الملموس في بلادها.

هذه الحرب ينفذها السعوديين في المقام الأول وبدعم ضمني من الولايات المتحدة وأعوانهم الإقليميين (قطر، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت، وغيرها وذلك جنبا إلى جنب مع خدامهم مثل مصر والمغرب). وقد أدت الحرب إلى عواقب وخيمة على اليمنيين. حيث قتلت وجرحت عدد غير معروف من المدنيين وتسببت في نزوح ما يقرب من مليوني شخص وخلفت قرابة 500 ألف لاجئ وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة. كما أعلنت الأمم المتحدة رفع درجة الوضع الإنساني في اليمن إلى مستوى حالة التأهب القصوى. يستهدف القصف العشوائي كل البنى التحتية المدنية وصولا إلى المناطق السكنية والأسواق ومخازن الحبوب وخزانات المياه والمستشفيات والمدارس والمساجد، وحتى المواقع الأثرية والمقابر. تذكرنا هذه الحرب بالأيديولوجية المدمرة لداعش التي تستمد جذورها من المملكة العربية السعودية. حتي مواكب المدنيين الفارين من العنف، لم تسلم من الاستهداف.

فرض السعوديون حصارا لا يرحم على اليمن التي تستورد 90٪ من احتياجاتها الغذائية. ومنعت منظمات الإغاثة من إيصال الإمدادات إلى البلد، ليس هذا فحسب، بل أنه يتم استهداف العاملين في هذه المنظمات أثناء عملهم في تقديم المساعدة الإنسانية. أكثر من 21 مليون شخص، يمثلون 80٪ من سكان اليمن، لايستطيعون الحصول على ما يكفي من السلع والخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية والكهرباء والوقود. هناك تقارير متكررة للعديد من الوكالات الإنسانية العالمية تفيد بأن المملكة العربية السعودية تستخدم اسلحة غير تقليدية (كالقنابل العنقودية، وحتى الأسلحة الكيميائية)، وتقوم بارتكاب جرائم حرب قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

كان الهدف من العدوان السعودي هو كسر تحركات هذا البلد الفقير نحو الاستقلال بعد تاريخ من التبعية للرياض. ولكن لم تحقق هذه الحرب حتى الآن أيا من أهدافها المعلنة. بل على العكس من ذلك، أمسكت المقاومة اليمنية بزمام الأمور في معظم المدن اليمنية الرئيسية ونقلت الحرب إلى الأراضي السعودية. لقد أدت الهجمات السعودية إلى توحيد البلاد - القوات المسلحة النظامية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والمتمردين الحوثيين واللجان الشعبية الأخرى - وراء شعار "الموت لبيت آل سعود"، وهو ما يعد تطورا غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط. وهذا يعلن السقوط الحتمي لأسرة آل سعود الذين كانت أيديولوجيتهم الوهابية وسياستهم الخارجية بمثابة السرطان في جسد الإسلام .

الرياض الآن في طريق مسدود، فقد فشلت حملتها العسكرية الجوية في اليمن فشلا ذريعا تماما كما انتهت الحروب الست السابقة منذ عام 2004 من قبل القوات الموالية للرئيس صالح ( الذي كان في السابق دمية بيد آل سعود وأصبح الآن متحالفا مع المتمردين الحوثيين). وفي إطار مواجهة المعارضة الداخلية من خلال قمع الأقليات الدينية، فإن الدكتاتورية السعودية ترى التهديدات والمخاطر تحيط بها من كل جانب. فهي ترى التهدايدات القادمة من وراء البحار متمثلة في العلمانيين والقوميين والحكومات الشيعية الحاكمة، وترى التهديدات الداخلية متمثلة في المواطنين السنة المعتدلين وفي الديمقراطيين والحركات النسائية، كما ترى أن التهديدات القادمة من داخل الزمرة الملكية تتمثل في أعضائها التقليديين والحداثيين. وفي مواجهة كل هذه التهديدات، إتجه النظام السعودي إلى تمويل وتدريب وتسليح شبكة دولية من الارهابيين الموجهين بشكل رئيسي نحو غزو وتدمير والهجوم على الأنظمة المعارضة لنظام الملالي الديكتاتوري في السعودية. للأسف، فإن عدم وجود دولة ذات سلطة أخلاقية أو إرادة حقيقية لمواجهة استخفافهم الوحشي بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي المستمر في مقابل عائدات النفط، فضلا عن دعم النخبة السيئة المعتادة من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، سيجعل السعوديون يستمرون في سفك الدماء وارتكاب المجازر.

http://fpif.org/saudi-crisis-deepens-part-2/

الاثنين، 23 مايو 2016

منظمة العفو الدولية تقول أنها وجدت قنابل عنقودية بريطانية الصنع في اليمن.

بقلم: ريتشارد سبنسر
صحيفة التيليغراف البريطانية
الإثنين 23 مايو 2016

ترجمة: عبدالرحمن مطهر أبوطالب

قالت منظمة العفو الدولية اليوم أنه جرى استخدام قنابل عنقودية محضورة بريطانية الصنع من قبل التحالف الخليجي في حربه على اليمن، ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق في ما إذا كانت المملكة المتحدة قد انتهكت القانون.

وقالت منظمة حقوق الانسان انها اكتشفت أدلة على استخدام قنابل عنقودية برازيلية وأمريكية وبريطانية من قبل التحالف الدولي الذي تقوده كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي قامت بقصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون نيابة عن الحكومة المعترف بها دوليا.

وكانت بريطانيا، بخلاف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل، قد صادقت عام 2008 على الاتفاقية الدولية التي تحظر استخدام القنابل العنقودية، ودمرت مخزونها الخاص من تلك القنابل.

وكان القانون الذي سن الاتفاق قد حظر الرعايا البريطانيين في أي مكان من المساعدة على انتشار القنابل العنقودية.

ومع ذلك، يعتقد بأن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك مخزون تم شراءه من الشركات البريطانية المصنعة في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.

ووجد باحثو منظمة العفو قنابل متفجرة جزئيا من أحد النماذج BL-755، والتي تم تصنيعها من قبل شركة (HE Ltd) البريطانية في السبعينات، وذلك في محافظة حجة اليمنية على بعد ستة أميال من الحدود السعودية.

وقد تم تصميم هذا النموذج ليتم إطلاقة بواسطة طائرة تورنادو التي باعت بريطانيا العشرات منها إلى المملكة العربية السعودية في العقود الأخيرة.

طائرات التورنادو السعودية لا تزال تحضى بدعم وخدمات الميكانيكيين البريطانيين وغيرهم من المتخصصين، وتطالب منظمة العفو بإجراء تحقيق حكومي لاكتشاف ما إذا كان هناك رعايا بريطانيين متورطين.

وصرحت المنظمة في بيانها "إن اكتشاف القنابل العنقودية هو أول دليل واضح على أن أعضاء التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية قد استخدموا ذخائر عنقودية بريطانية في هجمات مثيرة للجدل في اليمن".

"وبالنظر إلى أن المملكة المتحدة معروفه بامتلاكها لعدة مئات من الخبراء وموظفي الدعم الذين يعملون بشكل وثيق مع القوات الجوية الملكية السعودية، فإن منظمة العفو تحذر من أن أي تورط لموظفي المملكة المتحدة من شأنه أن يشكل خرقا واضحا للمسؤولية القانونية في المملكة المتحدة بموجب اتفاقية القنابل العنقودية".

وقال نشطاء ضد القنابل العنقودية بأن تصميمها الذي يرتكز على نثر عدد من "القنابل الصغيرة" على مساحة واسعة، يجعلها خطرا على المدنيين بشكل خاص. القنبلة نموذج BL-755 تتشضى إلى 147 قنبلة فرعية.

يمكن أن يجد الأطفال أجزاء لم تنفجر دون أن يدركوا أنها قنابل.

وقالت منظمة العفو انها وثقت عشر حالات منذ يوليو من العام الماضي، قتل فيها 16 مدنيا بينهم تسعة أطفال أو شوهوا بسبب القنابل العنقودية في اليمن.

وفي إحدى الحالات بالقرب من المكان الذي تم العثور فيه على القنابل العنقودية البريطانية، قتل طفل راعي أغنام يبلغ من العمر 12 عام وأصيب شقيقه البالغ من العمر تسع سنوات بجروح بعد أن التقط كل واحد منهما جزء وضرباهما ببعض مما أجبرهما على الفرار. في تلك الحالة، فإن الوصف الذي قدمه الناجي مطابقة لمواصفات قنبلة عنقودية أمريكية الصنع.

وقال أوليفر سبراغ، مدير مراقبة الأسلحة في منظمة العفو في المملكة المتحدة، بأنه ينبغي على بريطانيا وقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وإجبار الدول التي لديها قنابل عنقودية بريطانية الصنع على تدمير مخزوناتهم.

وقال "بالنظر إلى أن هذا النوع من القنابل العنقودية من المرجح جدا أن تكون قد استخدمت في تركيبة طائرات تورنادو الحربية التي باعتها المملكة المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، فإن هناك احتمال أيضا بأن موظفي الدعم البريطاني قد تورطوا في تفجير القنابل العنقودية في اليمن". وأضاف سبراغ "في حال تأكد هذا، فإن الفضيحة قد تكون مدوية"

لايزال وزير الخارجية فيليب هاموند يدافع بشدة عن مبيعات الأسلحة البريطانية إلى المملكة العربية السعودية وسجلها في الحرب.

حيث قال المتحدث الرسمي بإسم الحكومة أن "المملكة المتحدة ليست عضوا في التحالف الذي تقوده السعودية". مضيفا "لا يشارك الجنود البريطانيين في تنفيذ الضربات وتوجيه أو إجراء العمليات في اليمن أو اختيار الأهداف، كما لا يشاركون في عملية صنع القرار السعودي المعني بتحديد الأهداف".

http://www.telegraph.co.uk/news/2016/05/22/british-made-cluster-bomb-found-in-yemen-amnesty-international-s/