السبت، 31 أكتوبر 2015

السعودي عادل الجبير في حوار مقتضب حول الحروب في سوريا واليمن

يورونيوز
31 أكتوبر 2015

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

استطاع حسن دالين من يورونيوز الحصول على مقابلة قصيرة مع عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، أحد أهم الاعبين الرئيسيين في المنطقة، بعد محادثات فيينا التي ركزت على سوريا ولكنها شملت اليمن أيضا.

يقول الجبير " لقد حافظنا على أن لا يكون لبشار الأسد دور في مستقبل سوريا وأنه يجب أن يغادر السلطة في مرحلة ما في هذه العملية. هذا مانطالب به دائما ولم يتغير موقفنا. وقد دعونا أيضا لانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، نحن نعتقد مثلا بأن القوات الإيرانية هي قوات احتلال في سوريا. هذا غير مقبول. لقد أكدنا هذا الموقف اليوم خلال الاجتماع.

كان هناك اتفاق في الاجتماع فيما يتعلق بالإلتزام بسلامة أراضي سوريا والحفاظ عليها وعلى مستقبل سوريا التي تنعم بالديمقراطية وحماية حقوق جميع الأقليات والمواطنين. وكان هناك اتفاق على ضرورة تأمين وصول المزيد من المساعدات الإنسانية حتى نتمكن من توفير الإمدادات الإنسانية للشعب السوري ".

أضاف الجبير " وفيما يتعلق بمسألة مغادرة المقاتلين الأجانب وكذا القوات الأجنبية عن سوريا فقد كان هناك خلاف كبير حول هذه القضايا لم نتمكن من تجاوزه.حيث أصرت قلّة من الدول على هذا، من بينها إيران وروسيا بالإضافة لدولة أو دولتين، لكن الغالبية العظمى من الدول كانت مع تحديد واضح لرحيل بشار الأسد ورحيل القوات الأجنبية.

لقد قلنا للمجتمعين بكل وضوح أننا ملتزمون بدعم المعارضة السورية المعتدلة بكل الطرق الممكنة وسنستمر في القيام بذلك. كما أكدنا أيضا بوضوح أننا مع تفضيل حل سياسي يمكن أن يتم التوصل إليه في أسرع وقت ولكننا ملتزمون بدعم الاشقاء السوريين بكل الدعم الذي يحتاجونه من أجل تحقيق نصر عسكري ".

على الرغم من أن سوريا هي المشكلة الأكبر حتى الآن، فقد برزت اليمن أيضا في المحادثات. الحرب المنسية لا تقل دموية عما يحدث في سوريا، وهي مساحة أخرى تختلف فيها المصالح الإيرانية ومصالح دول الخليج إلى حد بعيد.

في هذا الصدد يقول الجبير " حسنا، نحن نعتقد فيما يتعلق بالحرب اليمنية أن هناك مؤشرات على أن الحرب في اليمن تدخل المرحلة النهائية. لا استطيع ان اقول لك ما اذا كان الامر سيستغرق بضعة اسابيع أو أشهر ولكن استطيع ان اقول لك ان قوات الحكومة الشرعية تسيطر الآن على معظم الأراضي اليمنية. لا تزال هناك بعض المناطق تحتاج أن تتحرر بما في ذلك العاصمة صنعاء، ولكن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح.

لدى الحوثيين واليمنيين كل الحق في أن بكونوا جزء من العملية السياسية في اليمن، قلنا ذلك من البداية. الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يكون هو أنهم لايجب أن يحضو بمكانة ذات امتياز لأن ذلك من شأنه تمييزهم عن اليمنيين الآخرين وهذا لن يكون عادلا. كما لا يمكن أن تكون لديهم ميليشيات خارج مؤسسات الدولة ".

http://www.euronews.com/2015/10/30/saudi-arabia-s-adel-al-jubeir-on-the-wars-in-syria-and-yemen/

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

يحتاج العالم أن يعرف عن حرب اليمن. لكن يتم إسكات الصحفيين

شارلين رودريغز - الجارديان
26 أكتوبر 2015

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

في يوم جمعة في صنعاء القديمة، وأثناء تصوير آثار كارثة قصف التحالف الذي تقوده السعودية، وجدت نفسي محاطة بمجموعة من مسلحي الميليشيات كانوا يحاولون انتزاع كاميرتي. تم احتجازي لعدة ساعات في موقع الحطام، ينتابني نوع من القلق والتوتر. كان الاستجواب الذي لقيته من الحوثيين لا هوادة فيه، لكن المشاكل لم تقف عند هذا. لمدة اسبوع، استمر مسؤولي الأمن القومي بمضايقتي بالمكالمات الهاتفية والزيارات الدائمة لفندقي. حدث كل هذا بالرغم من حصولي على تأشيرة صحفية صادرة من لندن.

حوادث كهذه أصبحت شائعة بشكل متزايد منذ تولت ميليشا المتمردين الحوثيين زمام الأمور في صنعاء أواخر سبتمبر من العام الماضي. الصحفيون المحليون، إما فرّوا إلى قراهم أو تركوا البلاد. بعضهم تم تهديدهم و الاعتداء عليهم، وآخرون تم نهب منازلهم وتعيش أسرهم في خوف دائم. لا يوجد سوى قلّة من الصحفيين الأجانب في البلاد يحافظون على أقل القليل من التغطية.

يتذكر محمد القليسي - أحد الصحفيين السابقين في إذاعة يمن تايمز - السنوات الذهبية لحرية الصحافة الممتدة من 2011 إلى 2014 قائلا "كان باستطاعتي أن أقول أي شيء ضد الحكومة. تعيش وسائل الإعلام الآن أياما مظلمة". بعد ثورة عام 2011 التي أدت إلى نهاية حقبة 33 عام من عهد علي عبد الله صالح، كان هناك تزايد في عدد مواقع الإنترنت و الصحف والمحطات التلفزيونة والإذاعية. كل ماتبقى الآن هو صحيفتان في العاصمة تعمل قسريا وفق المبادئ التوجيهية للمليشيات. القليسي، مراسل الناشيونال، من أبناء صنعاء، يقيم الآن عالقا في جنوب البلاد ولايمكنه العودة إلى منزله خوفا من الانتقام. لايرغب القليسي في ترك اليمن ويحرص على أن يحكي قصته لكنه يشعر أنه غير قادر على فعل ذلك بحرية.

وفي تقرير صدر مؤخرا، رصدت نقابة الصحفيين اليمنيين 200 حالة انتهاك لحرية الصحافة على الأقل منذ يناير، حيث قُتِل 10 صحفيين وسُجِن 14، منهم 9 على الأقل يقال أنهم تعرضوا للتعذيب من قبل الحوثيين. حرب اليمن ليست فقط حرب منسية، لكنها حرب غير معروفة لدى الكثيرين. قال محمد الذي يعمل في صنعاء "يسفكون دمائنا كل يوم، لكن لا أحد يعرف". أخرج محمد الكاميرا الخاصة به وعرض لي صورا دموية لأطفال صغار و رجل مسن قتلوا في مسقط رأسه تعز. تلك الصور لم تعرض في الأخبار.

صارت تعز - المعروفة شعبيا بالعاصمة الثقافية - اليوم مسرحا للمعاناة الإنسانية. إذا لم يمت الناس من القصف فإنهم يموتون داخل منازلهم بسبب الأمراض ونقص الغذاء والمياه و الدواء. في الاسبوع الماضي، أصبح موت الطفل فريد شوقي البالغ من العمر ست سنوات والذي صاح متضرعا في وقت سابق من على سريره بالمستشفى "لاتدفنوني"، أصبح رمزا للتكلفة البشرية في حرب اليمن.

بعد زيارته للبلاد في أغسطس، يقول بيتر مورير من اللجنة الدولية للصليب الاحمر "صارت اليمن في خمسة أشهر مثل سوريا بعد خمس سنوات". مع وجود ما يقرب من 1.4 مليون نسمة نازحين داخليا و 6000 قتيل، أغلقت المستشفيات و هناك 21 مليون في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، كل ذلك يحدث في ضل حضور باهت للإعلام الدولي الحاسم. ما نراه حاليا عن التغطية الإعلامية لليمن هو فقط جزء يسير مقارنة بما نراه عن سوريا وليبيا و العراق.

في ضل هكذا أجواء غير مستقره وعدائية حيال الصحفيين سيكون من الصعب جدا تغطية الأحداث. و بصرف النظر عن مسألة تهديد سلامة الصحفيين فإن مشكلة أخرى تبرز مع وجود رحلتان جويتان فقط إلى صنعاء كل أسبوع تسيطر عليها المملكة العربية السعودية، مما يجعل من الصعب تماما الدخول و الخروج من البلاد. ليس الصحفيين هم فقط من يتم اضطهادهم، بل النشطاء أيضا. عبد القادر الجنيد - طبيب وناشط بارز - تم اختطافه من منزلة منذ ثلاثة أشهر بسبب نشرة تغريدات معادية للحوثيين في تويتر. آخر تغريدة مقروءه له هي "رجال مسلحون في بيتي"، لم يسمع أحد الكثير عنه منذ ذلك الحين في حين تنتظر عائلته عودته بفارغ الصبر. قبل أسبوعين، تم اعتقال وتعذيب مجموعة من الصحفيين و النشطاء في محافظة إب كانوا يقومون بتنظيم مسيرة راجلة لتقديم المياه لمحافظة تعز المحاصرة وقد تم اعتقالهم قبل حتى أن تبدأ المسيرة. ولا يزال ستة منهم محتجزين.

إذا لم تتمكن وسائل الإعلام من القيام بدورها في تقديم التقارير والحقائق التي على الأرض فكيف يمكننا أن نتوقع استجابة عالمية ملائمة؟ تتفاقم مأساة اليمن الإنسانية عندما لايتمكن العالم من فهم وإدراك من يقف خلف عمليات الخطف والقتل للمدنيين الأبرياء. هناك صحفيين محليين مثل القليسي متعاطفون وحريصون على إيصال قصة اليمن، لكنهم يعيشون في خوف. إذا تم اعتقالهم فإنهم يصبحون في طي النسيان. هذا الخوف المنتشر لايسكت الصحفيين فقط، بل الشعب أيضا. قمع أصوات الناس يتعارض جدا مع الأفكار التي ولدت منها ثورة اليمن.

يحتاج العالم لمعرفة ما يحدث في اليمن بشكل دقيق ولكن الظروف التي يواجهها الصحفيون في الوقت الراهن تجعل من الصعب إنجاز العمل بصورة مثالية.

http://www.theguardian.com/commentisfree/2015/oct/26/yemen-war-journalists-silenced-conflict-reporters-activists-abduction-torture

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

غارات جوية تضرب منشأة أطباء بلا حدود في اليمن

نادية الكميم - الجارديان
الثلاثاء 27 أكتوبر 2015

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

غارات التحالف بقيادة السعودية تضرب مستشفى في محافظة صعدة مرارا وتكرارا رغم تزويدها بالإحداثيات الجغرافية للموقع لتفادي قصفه قبل أسبوعين، حيث قصفت الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية مستشفى أطباء بلا حدود في اليمن وذلك في آخر قصف يطال هدف مدني في الحملة الجوية المستمرة منذ سبعة أشهر في البلاد.

يقول حسن بوسنين، المدير المقيم لمنظمة أطباء بلاحدود لرويترز "تعرض المستشفى الخاص بنا في منطقة حدين بمحافظة صعدة للضرب عدة مرات. لحسن الحظ، أصابت الضربة الأولى قاعة العمليات عندما كانت فارغة والموظفون مشغولون مع المرضى في غرفة الطوارئ. وبالكاد استطاعوا الهروب عندما ضرب صاروخ آخر قسم الولادة".

ويضيف حسن "يمكن أن يكون ذلك خطأ، ولكن في حقيقة الأمر فإنها جريمة حرب. ليس هناك سبب لاستهداف المستشفى. لقد زودنا ​​[التحالف] بإحداثياتنا الجغرافية قبل نحو اسبوعين". وبحسب حسن فقد أصيب اثنين من الموظفين على الأقل نتيجة الحطام المتطاير.

هذا وقد قتل نحو 5600 شخص في الحرب الأهلية في اليمن حتى الآن وفقا لمنظمة الصحة العالمية. تقاتل قوات التحالف بقيادة السعودية الحوثيين لطردهم من العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي استولوا عليها في العام الماضي، وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا. لوقت طويل كانت اليمن أفقر دولة في العالم العربي قبل الإطاحة برئيسها المخضرم، علي عبد الله صالح، بعد احتجاجات شعبية في عام 2011. وتعاني الآن مما تسميه منظمة أوكسفام أكبر "طوارئ منسية" في العالم.

وعبرت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء تصاعد الوفيات الناجمة عن القصف الجوي والقتال البري، في حين عجزت الدبلوماسية المكوكية التي قام بها مبعوث للامم المتحدة حتى الآن التوصل إلى حل سياسي أو إبطاء وتيرة القتال.

تعهد ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، في وقت سابق بأن قوات التحالف المكونة من تسعة أعضاء بما فيها الإمارات "ستقف مع اليمن حتى يستعيد هويته العربية ويتحرر من المعتدين".

يحضى السعوديين بدعم حلفائهم، الولايات المتحدة وبريطانيا، في توفير المعدات العسكرية والدعم الاستخباراتي. ولكن يتم الحديث عن تنامي القلق لدى كلا من وزارة الخارجية البريطانية ووزارة الخارجية الأميركية حول استراتيجية الرياض والضحايا المدنيين.

تقول وكالات الإغاثة أن المعضلة الأساسية تكمن في الحصار السعودي على جميع الموانئ والمطارات الرئيسية، وهو ما يعني معاناة الحصول على واردات الغذاء من خلالها. يعاني فعليا نحو 13 مليون من عدد سكان اليمن البالغ 23 مليون من "انعدام الأمن الغذائي" و 21 مليون شخص في حاجة للمساعدة.

كانت ناتالي روبرتس منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة الصيف الماضي وكانت تعمل في نفس المستشفى الذي تعرض للقصف مساء الاثنين. ذكرت أنه كان المستشفى الوحيد الفعّال في المنطقة، وكانت خدماته تغطى مساحة واسعة، وقالت "كان في تلك المنطقة الكثير من الضحايا المدنيين نتيجة الغارات الجوية السعودية، البلدة التي فيها المستشفى كانت تتعرض في العادة لقصف الطيران السعودي ثلاث مرات في الأسبوع وكانت البلدات المجاورة تتعرض لقصف مكثف وشديد جدا كل يوم". وتضيف روبرتس "اعتدنا استقبال حوالي 150 حالة طارئة في الأسبوع، نصفها كانت حوادث إصابات ناتجة عن القصف. كان الناس يسافرون ساعتين وثلاث ساعات للوصول الينا ".

قالت روبرتس أنها سمعت أن المستشفى تعرض لنحو ست غارات جوية في 90 دقيقة، كانت الأولى في العاشرة والنصف مساء والأخيرة في حوالي منتصف الليل. واضافت "إنه مستشفى صغير جدا، كان مجرد غرفة الطوارئ مع قسم الأمومة. كنا نعمل على استقرار حالة الجرحى ومن ثم إحالتهم إلى مدينة صعدة إذا كانت هناك حاجة لعملية جراحية. وبصفة عامة لم يكن المرضى مطمئنون جدا للنوم في المستشفى أثناء الليل لأنه في موقع خطير للغاية. لقد كان من المخيف فعلا العمل هناك. كان يجب علينا دائما تزويد التحالف بالإحداثيات الجغرافية لتحركاتنا وللمستشفى حتى لا يقوموا بقصفنا".

وأضافت روبرتس أن مدرسة البنات المجاورة تعرضت للقصف عدة مرات عندما كانت تعمل في المنطقة قائلة "لقد دُمّرت المدرسة. لم يكن الأطفال قادرون على الذهاب إلى المدرسة لعدة أشهر منذ بدء الحرب. يبدو أنهم قرروا قصف المدرسة على الرغم من أنه لا يوجد أحد هناك ".

الجدير ذكره أن هذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يتم فيها ضرب منشأة منظمة أطباء بلا حدود في منطقة حرب، حيث تم قصف مستشفى في مدينة قندوز الأفغانية من قبل القوات الأمريكية في الثالث من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا على الاقل.

http://www.theguardian.com/world/2015/oct/27/yemen-hospital-hit-by-saudi-led-airstrikes

الاثنين، 26 أكتوبر 2015

أتمتة عملية تحليل البيانات الكبيرة

نظام آلي بديلا من حدس الإنسان يستطيع التغلب على 615 من أصل 906 فريق بشري.

لاري هارديستي
معهد ماساتشوستس للتقنية MIT

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

يتضمن تحليل البيانات الكبيرة Big-data البحث عن أساليب مطمورة لديها القدرة على التنبؤ، لكن اختيار ماهية أو "سمات" البيانات المراد تحليلها يتطلب عادة نوع من الحدس البشري. في قاعدة بيانات تحتوي مثلا على تواريخ بداية ونهاية عدة حملات ترويج مبيعات والارباح الأسبوعية، فإن البيانات الحاسمة قد لا تكون التواريخ نفسها بل الفترات الممتدة بينها، وقد لاتكون إجمالي الربح بل متوسط الربح عبر تلك الفترات.

سعى الباحثون في معهد ماساتشوستس للتقنية MIT لاستبدال العنصر البشري في عملية تحليل البيانات الكبيرة بنظام جديد لايبحث فقط عن أساليب جديدة في التحليل بل أيضا تصميم ملامحه. ولإختبار النموذج الأولي من نظامهم، قام الباحثون بإدراجة في ثلاثة مسابقات علمية تتعلق بالبيانات، بحيث يقوم النظام بمنافسة فرق بشرية في إيجاد أنماط تنبؤية في حزمة غير مألوفة من البيانات. ومن بين 906 فريق شارك في الثلاث مسابقات، أنهت "آلة علم البيانات" الخاصة بالباحثين المنافسة متقدمة على 615 فريق.

في مسابقتين من الثلاث مسابقات، كانت التنبؤات التي أدلت بها آلة علم البيانات دقيقة بدرجة  94% و 96%. في المسابقة الثالثة، كان الرقم أكثر تواضعا وبنسبة 87%. لكن الفرق أن الفريق البشري يستغرق في العادة عدة أشهر شاقة لإنتاج خوارزمية للتنبؤ، في حين تستغرق آلة علم البيانات ما بين ساعتين و 12 ساعة لإنتاج التنبؤات المتعلقة بكل مدخلاتها. "نحن ننظر لآلة علم البيانات على أنها مكمل طبيعي للذكاء البشري"، هكذا يقول ماكس كانتر، الحاصل على الماجستير في علوم الكمبيوتر من معهد ماساتشوستس للتقنية MIT والذي تمثل أطروحته أساس فكرة آلة علم البيانات. ويضيف كانتر "هناك الكثير من البيانات في الخارج تحتاج إلى تحليل. وكل ما يتطلبه الأمر منك الآن هو مجرد الجلوس فقط دون أن تفعل أي شيء، لذا ربما يمكننا التوصل إلى حل سيحملنا على الأقل على المضي قدما فيه".

يحضّر كانتر مع المشرف على أطروحته، كاليان فيراماتشينيني Veeramachaneni، عالم الأبحاث في معهد ماساتشوستس للتقنية MIT ومختبر الذكاء الاصطناعي (CSAIL)، ورقة عمل تصف "آلة علم البيانات" سيقدمها كانتر الاسبوع المقبل في المؤتمر الدولي لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE حول علم البيانات والتحليل المتقدم.

يشارك فيراماتشينيني في قيادة مجموعة ALFA في مختبر الذكاء الاصطناعي التي تطبق تقنية التعليم الآلي لمشاكل معينة في تحليل البيانات الكبيرة، مثل تحديد قابلية توليد الطاقة في الحقول الزراعية بواسطة الرياح، أو التنبؤ بمن هم الطلاب الذين في خطر الإنسحاب من دورات الدراسة عبر الإنترنت. يقول فيراماتشينيني "ما رصدناه من خلال تجربتنا في حل عدد من مشاكل صناعة علم البيانات يعتبر أحد الخطوات الحاسمة فيما يمكن أن نطلق عليه feature engineering "هندسة السمات". ويضيف "أول شيء يجب عليك القيام به هو تحديد ماهي المتغيرات اللازم استخراجها أو جمعها من قاعدة البيانات، ومن أجل ذلك، عليك أن تأتي بالكثير من الأفكار". على سبيل المثال، في التنبؤ السابق المتعلق بالطلاب المنسحبين، تم إثبات اثنين من المؤشرات الحاسمة وهما: طول الوقت الذي يبدأ فيه الطالب بحل المشاكل قبل الموعد النهائي بالإضافة إلى كم من الوقت يقضيه الطالب على الموقع الإلكتروني للدورة مقارنة بزملاءه في الدراسة.

لم تسجل منصة التعليم الإلكتروني لمعهد MIT أيا من تلك الإحصائيات. لكنها جمعت بيانات يمكن الإستدلال بها. استخدم كانتر و فيراماتشينيني حيلتين في ميزة تصنيع مرشَّح السمات لتحليل البيانات. إحدى هذه الحيل كانت استغلال العلاقات الهيكلية الكامنة في تصميم قاعدة البيانات. تخزّن قواعد البيانات عادة أنواع مختلفة من البيانات في جداول مختلفة، ويتم الإشاراة إلى روابط العلاقات المتبادلة بينها باستخدام معرفات عددية. تتقفى آلة علم البيانات أثر هذه الروابط وتستخدمها كإشارة لبناء السمات. على سبيل المثال، جدول واحد قد يسرد قائمة بمواد التجزئة مع تكاليفها، جدول آخر قد يسرد قائمة تشمل الزبائن والمشتريات. ستبدأ آلة علم البيانات في إستيراد التكاليف من الجدول الأول وإدخالة في الجدول الثاني، بعد ذلك، ستأخذ الآلة تلميح أو إشارة نتيجة ترابط عدة عناصر مختلفة في الجدول الثاني مع نفس رقم طلب الشراء، وتنفذ مجموعة من العمليات لتوليد مرشحات للسمات مثل التكلفة الإجمالية للطلب، متوسط التكلفة للطلب، الحد الأدنى للطلب وهكذا.

نتيجة لإنتشار المعرفات العددية عبر الجداول، تركّب آلة علم البيانات العمليات في طبقات فوق بعضها وتعثر على الحدود الدنيا من المتوسطات أو متوسط المجموع، وما إلى ذلك. كما تبحث عن ما يسمى بالبيانات المصنفة والتي تقتصر على مجموعة محدودة من القيم، مثل أيام الأسبوع أو الأسماء التجارية. ثم تولد الآلة مرشحات سمات أخرى بتقسيم تلك السمات الموجودة عبر تصنيفات البيانات.  بمجرد إنتاج مجموعة من المرشحات، تقلل الآلة عددهم عن طريق تحديد تلك القيم التي يبدو أنها مترابطة. ثم تبدأ باختبار المجموعة المختصرة على بيانات نموذجية ودمجها بعدة طرق مختلفة لتحسين دقة التنبؤات التي تنتجها. يقول مارجو سيلتزر، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد والذي لم يشارك في هذا العمل "آلة علم البيانات واحدة من تلك المشاريع المذهلة حيث يفتح تطبيق الأبحاث المتطورة في حل المشاكل طريق جديد تماما في النظر إلى المشكلة". ويضيف سيلتزر "أعتقد أن مافعلوه سيصبح سريعا معيار، سريعا جدا".

http://news.mit.edu/2015/automating-big-data-analysis-1016

الأحد، 25 أكتوبر 2015

إمبراطورية الشر في المملكة العربية السعودية هي العدو الحقيقي للغرب.

ياسمين براون
صحيفة الإندبندنت

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

إيران ليست جديرة تماما بثقة إسرائيل وأمريكا. كوريا الشمالية تحمي أسرارها النووية ويحكمها رجل شديد وغريب الأطوار. الطموحات الإقليمية لبوتين تعد بمثابة إنذار للشعوب الديمقراطية. تنظيم الدولة "داعش"، الخطر الأحدث، والطفل المتوحش للإسلاميين، قد صدم العالم كله. لكن مع كل ذلك، يجب أن تكون المملكة العربية السعودية على رأس هذه القائمة، هذه الدولة المنحطة، الخبيثة، والقوية التي لا ترحم، خطرة مثل أي من تلك المذكورة أعلاه. تنقل هذه الدولة، بشكل منتظم، مفهومها المريض للإسلام إلى جميع أنحاء العالم، تمول وتحرض على الكراهية، في الوقت الذي تنتهك فيه حقوق وكرامة الإنسان. لكن الغرب ينحني راكعا لحكامها.

في الاسبوع الماضي تم تعيين السعودية رئيسا لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهو خيار رحبت به واشنطن. وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية "نحن نتحدث معهم عن بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان. نأمل من خلال هذا الدور القيادي أن تتاح لهم الفرصة للنظر في حقوق الإنسان حول العالم، وكذلك داخل بلادهم".

الأكثر فجاجة، أن السعودية تعدم شخص واحد كل يومين. قريبا سيتم قطع رأس علي محمد النمر ثم يصلب، لمشاركته في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في السعودية أثناء الربيع العربي رغم أنه كان في سن المراهقة.  رائف بدوي، المدون الذي تجرأ على الدعوة إلى الديمقراطية، حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات و 1000جلدة. في الأسبوع الماضي، قتل 769 من المسلمين في مكة المكرمة أثناء تأديتهم لشعائر الحج. في البداية، قال المسؤولون أنها كانت "إرادة الله" ومن ثم ألقوا بعد ذلك باللوم على القتلى. كانت مكة فيما مضى مكانا للبساطة والروحانية. اليوم، الجشع السعودي جرّف المواقع التاريخية المقدسة وحولها الى لاس فيغاس للإسلام، تزدحم بالفنادق وناطحات السحاب ومراكز التسوق لغرض الإنفاق، والإنفاق، والإنفاق. لم يعد بمقدور فقراء المسلمين الذهاب للأماكن المقدسة. بإمكان السلطات السيطرة على أعداد الحجاج لضمان السلامة، ولكن ذلك قد يكون مدمرا لتحقيق أرباح. يسرد ضياء الدين سردار كتابا لاذعا عن مكة: المدينة المقدسة، ويصف تدنيس أقدس موقع في الإسلام.

الأكثر خطورة هو أن التأثير السعودي الخبيث ينتشر بسرعة وبحرية، حيث عرض الملك سلمان بناء 200 مسجد في ألمانيا للاجئين الذين وصلوا مؤخرا وغالبيتهم من المسلمين. لم يعرض أي مبلغ من المال لتوفير احتياجاتهم الأساسية أو إعادة توطينهم، فقط للمساجد الوهابية اللتي تمثل أحصنة طروادة للحملة السعودية السرية. العديد من المدارس الإسلامية الوهابية صارت الآن علامة تجارية عالمية. فهي تجعل القلوب والعقول ضيقة وموسوسة وتحرض المسلم على المسلم وتقوض الحداثيين.

الراحل لوران مورافيتش، وهو من المحافظين الجدد الفرنسيين، كتب في عام 2002 "إن السعوديين ينشطون في كل مستوى من مستويات سلسلة الإرهاب، من المخططين للممولين، من الكوادر للمجندين، من الأيديولوجيين للمشجعين". كانت سياسة مورافيتش بغيضة، ولكن ملاحظاته كانت في محلها. وللتذكير، فإن معظم القتلة في أحداث 11 سبتمبر كانوا سعوديين. وكذلك كان التسلسل الهرمي لتنظيم القاعدة.

في السنوات الـ 14 التي تلت أحداث 11/9، أصبح السعوديون أكثر عدوانية و أكثر تصميما على الفوز في الحروب الثقافية. صاروا يغدقون الأموال على العمليات والمنظمات الإسلامية، ويروجون  للمذاهب المتشددة التي تمتهن النساء والأطفال ويلعنون القيم الليبرالية والديمقراطية. انهم يواصلون حملة قصف وحشية في اليمن خلفت الآلاف من القتلى المدنيين وأكثر منهم بكثير في حالة يرثى لها. ما الذي تفعله إذن مؤسساتنا الحاكمة لوقف اليد الخفية لهذا الشيطان؟ لاشيء. العائلة المالكة والحكومات المتعاقبة، والبرلمانيين، وعدد لا بأس به من المؤسسات والأشخاص ذوي النفوذ في بلادنا يلعقون بشكل جماعي أحذية الأسرة الحاكمة السعودية. أنا لم أر أي تحقيق تلفزيوني ثاقب يستقصي حول هذا النظام. نعلم جميعا أن هذا ليس جيدا، ولكن يتم قمع الأدلة. وقد حاول بعض الكتّاب كسر هذه المؤامرة الحقيرة. كتاب كريغ أنغر "آل بوش وآل سعود"، والذي نشر في عام 2004، أكد بما لايدع مجالا للشك أن المملكة العربية السعودية كانت المركز العصبي للإرهاب الدولي، وأن عائلة بوش كانت قريبة على نحو غير ملائم من هذا النظام. آمن الكثير منا أن ماكشفه الكتاب كان فضيحة أكثر دوياً من تلك التي أثارها الصحفيان كارل بيرنشتاين وبوب وودورد، اللذان كشفا الأكاذيب التي قالها ريتشارد نيكسون.

لن يتم ترويع هذا العدو القاتل أو ردعه بالسلاح. يعرف قادتنا ما يجري، فماذا يفعلون؟ يلتقطون المستضفين. لدى الحكومة الآن برنامج يفرض على المعلمين واجب الاحتراس من الشباب "المتطرفين" واكتشافهم في بدايتهم. وكذلك المعارضين الأكبر سنا أيضا. حتى الآن، تم التعامل مع 4000 حالة من الشبان المسلمين في إطار هذا البرنامج. إحدى هذه الحالات عمره فقط ثلاث سنوات. في مايو، تحدث طالب مدرسي مسلم حول "بيئة الإرهابيين" فتم أخذه بعيدا لاستجوابه حول ما إذا كان يؤيد تنظيم الدولة الإسلامية. الأكاديميين والمحامين والأطباء والممرضات من المتوقع أيضا أن يصبحوا جواسيس على البلاد. في الأسبوع الأخير، تم اتهام محمد عمر فاروق، وهو طالب في جامعة ستافوردشاير، بكونه إرهابيا لمجرد أنه كان يقرأ كتابا بعنوان "دراسات الإرهاب" في المكتبة. وفي الولايات المتحدة، اعتقل احمد محمد البالغ من العمر 14 عاما لأنه أخذ ساعة صنعها في المنزل إلى المدرسة. تسائل ريتشارد دوكينز في تغريدة فيما إذا كانت هذه الساعة جزء من "خدعة" تهدف الى القبض على محمد، قبل أن يتراجع.

يبدوا أن الغرب يؤمن بالحرية فقط بالنسبة للبعض. وأن كونك مسلما فهذا يعد جريمة. التطرف يمثل مشكلة خطيرة. يحاول المسلمين الليبراليين في الغرب التأثير على الآراء المتشددة والعدوانية للشباب المسلم، ولكننا عاجزون الى حد بعيد. فقادتنا لن يواجهون المملكة العربية السعودية، مصدر العدوى وغسيل المخ الإسلامي. لن يفعلون ذلك بسبب النفط والأرباح التي تحققها مبيعات الأسلحة. السياسيون الجبناء والإنتهازيون عديمي الأخلاق هم الخونة، هم التهديد الحقيقي للأمن القومي والتماسك الوطني.

كيف سيرد هؤلاء على هذه التهمة؟

http://www.independent.co.uk/voices/the-evil-empire-of-saudi-arabia-is-the-west-s-real-enemy-a6669531.html