الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

ارتفاع العاصفة: الانقلاب، الحرب، الفوضى إشارة لمخاطر عدم الاستقرار في المملكة العربية السعودية.

موقع سبوتنك نيوز
بتاريخ 20 اكتوبر 2015

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

الثقب الأسود الذي فُتِحَ في المنطقة بعد الإطاحة بصدام حسين والفشل الذريع للولايات المتحدة في العراق على ما يبدو أنه بداية لإرباك وإضعاف المملكة العربية السعودية. في الأشهر القليلة الماضية اكتسبت المناقشات حول مستقبل النظام السعودي زخما. المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وأحد أبرز مستهلكي الأسلحة المتطورة من الولايات المتحدة. كتب ارجين يلدز "إذا سقط النظام السعودي فستنقلب أسواق النفط رأسا على عقب وستتفرق الأسلحة السعودية في جميع أنحاء العالم".

حادثة التدافع في مكة المكرمة التي قتل فيها ما لا يقل عن 2177 حاج الشهر الماضي خلال فترة الحج السنوية قد القت جديا بالشكوك حول قدرة النظام السعودي على القيام بمهامه في توفير السلامة للمسلمين أثناء آداء مناسك الحج. صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والذي يستند على فكر المدرسة الوهابية والإرهاب الإسلامي السلفي أسفر بقوة عن ارتباط النظام السعودي مع الإرهاب الدولي. كما يرتبط انخفاض شعبية النظام السعودي أيضا بالحرب في اليمن التي بدأت من دون أي اعتبار للعواقب ويرجع ذلك أساسا إلى الـ "إيران-فوبيا" لدى السعودية. وكما لاحظ الخبراء، فإن هذه الحرب لم تعط أي نتائج، ومستمرة في التأثير بشكل كبير على الخزينة السعودية وتستدعي  التشكيك في قدرات النظام على صنع القرار، كما كتب يلدز لصحيفة الجمهورية التركية. إذا لم يكن ذلك كافيا، يواجه آل سعود أيضا معركة خاسرة في أعمالهم النفطية. تحاول السعودية جاهدة الحفاظ على السعر المرتفع للنفط من أجل تهميش منتجي النفط الأمريكي من السوق. سعر برميل النفط 90 $ في حين أن السعر الفعلي هو أقل من ذلك تقريبا مرتين. إيرادات الخزينة، والتي تعتمد بنسبة 80-90٪ على صادرات النفط، آخذة في الانخفاض تدريجيا، كما لاحظ يلدز.

ووفقا لوثائق سرية (سربت إلى الصحافة الأسبوع الماضي) والتي تشير إلى انخفاض النفقات الاقتصادية والعامة من قبل الملك سلمان قد يتصور المرء أن آثار الضغوط الاقتصادية بدأت تظهر في البلاد. لكن التهديد الأكبر للجميع قد يكون عدم الاستقرار داخل العائلة المالكة نفسها. وبحسب الوثائق التي نشرتها الجارديان قبل بضعة أسابيع، كتب أحد أمراء العائلة المالكة، والذي لم يُكشَف عن اسمه، رسالة مناشدة إلى القصر لإجراء انقلاب ضد الملك سلمان وابنه. ويُزعَم أن الرسالة قد تلقت دعما واسعا من أعضاء آخرين في الأسرة ومن الأمة. تصاعد التوتر مع إيران وتهديدات تنظيم الدولة التي بدأت في استهداف النظام السعودي مباشرة، جميعها أضافت وضع جيوسياسي في غاية الخطورة بالنسبة للسعودية. اعتمد آل سعود، حتى وقت قريب، على الإدارة الأمريكية في مواجهة كل هذه المخاطر الجيوسياسية. على كل حال، تعمل اليوم  الولايات المتحدة وإيران على تحسين علاقاتهما وهذا يمثل ضربة ثقيلة أخرى للنظام السعودي المترنح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق