نادية الكميم - الجارديان
الثلاثاء 27 أكتوبر 2015
ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب
غارات التحالف بقيادة السعودية تضرب مستشفى في محافظة صعدة مرارا وتكرارا رغم تزويدها بالإحداثيات الجغرافية للموقع لتفادي قصفه قبل أسبوعين، حيث قصفت الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية مستشفى أطباء بلا حدود في اليمن وذلك في آخر قصف يطال هدف مدني في الحملة الجوية المستمرة منذ سبعة أشهر في البلاد.
يقول حسن بوسنين، المدير المقيم لمنظمة أطباء بلاحدود لرويترز "تعرض المستشفى الخاص بنا في منطقة حدين بمحافظة صعدة للضرب عدة مرات. لحسن الحظ، أصابت الضربة الأولى قاعة العمليات عندما كانت فارغة والموظفون مشغولون مع المرضى في غرفة الطوارئ. وبالكاد استطاعوا الهروب عندما ضرب صاروخ آخر قسم الولادة".
ويضيف حسن "يمكن أن يكون ذلك خطأ، ولكن في حقيقة الأمر فإنها جريمة حرب. ليس هناك سبب لاستهداف المستشفى. لقد زودنا [التحالف] بإحداثياتنا الجغرافية قبل نحو اسبوعين". وبحسب حسن فقد أصيب اثنين من الموظفين على الأقل نتيجة الحطام المتطاير.
هذا وقد قتل نحو 5600 شخص في الحرب الأهلية في اليمن حتى الآن وفقا لمنظمة الصحة العالمية. تقاتل قوات التحالف بقيادة السعودية الحوثيين لطردهم من العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي استولوا عليها في العام الماضي، وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا. لوقت طويل كانت اليمن أفقر دولة في العالم العربي قبل الإطاحة برئيسها المخضرم، علي عبد الله صالح، بعد احتجاجات شعبية في عام 2011. وتعاني الآن مما تسميه منظمة أوكسفام أكبر "طوارئ منسية" في العالم.
وعبرت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء تصاعد الوفيات الناجمة عن القصف الجوي والقتال البري، في حين عجزت الدبلوماسية المكوكية التي قام بها مبعوث للامم المتحدة حتى الآن التوصل إلى حل سياسي أو إبطاء وتيرة القتال.
تعهد ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، في وقت سابق بأن قوات التحالف المكونة من تسعة أعضاء بما فيها الإمارات "ستقف مع اليمن حتى يستعيد هويته العربية ويتحرر من المعتدين".
يحضى السعوديين بدعم حلفائهم، الولايات المتحدة وبريطانيا، في توفير المعدات العسكرية والدعم الاستخباراتي. ولكن يتم الحديث عن تنامي القلق لدى كلا من وزارة الخارجية البريطانية ووزارة الخارجية الأميركية حول استراتيجية الرياض والضحايا المدنيين.
تقول وكالات الإغاثة أن المعضلة الأساسية تكمن في الحصار السعودي على جميع الموانئ والمطارات الرئيسية، وهو ما يعني معاناة الحصول على واردات الغذاء من خلالها. يعاني فعليا نحو 13 مليون من عدد سكان اليمن البالغ 23 مليون من "انعدام الأمن الغذائي" و 21 مليون شخص في حاجة للمساعدة.
كانت ناتالي روبرتس منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة الصيف الماضي وكانت تعمل في نفس المستشفى الذي تعرض للقصف مساء الاثنين. ذكرت أنه كان المستشفى الوحيد الفعّال في المنطقة، وكانت خدماته تغطى مساحة واسعة، وقالت "كان في تلك المنطقة الكثير من الضحايا المدنيين نتيجة الغارات الجوية السعودية، البلدة التي فيها المستشفى كانت تتعرض في العادة لقصف الطيران السعودي ثلاث مرات في الأسبوع وكانت البلدات المجاورة تتعرض لقصف مكثف وشديد جدا كل يوم". وتضيف روبرتس "اعتدنا استقبال حوالي 150 حالة طارئة في الأسبوع، نصفها كانت حوادث إصابات ناتجة عن القصف. كان الناس يسافرون ساعتين وثلاث ساعات للوصول الينا ".
قالت روبرتس أنها سمعت أن المستشفى تعرض لنحو ست غارات جوية في 90 دقيقة، كانت الأولى في العاشرة والنصف مساء والأخيرة في حوالي منتصف الليل. واضافت "إنه مستشفى صغير جدا، كان مجرد غرفة الطوارئ مع قسم الأمومة. كنا نعمل على استقرار حالة الجرحى ومن ثم إحالتهم إلى مدينة صعدة إذا كانت هناك حاجة لعملية جراحية. وبصفة عامة لم يكن المرضى مطمئنون جدا للنوم في المستشفى أثناء الليل لأنه في موقع خطير للغاية. لقد كان من المخيف فعلا العمل هناك. كان يجب علينا دائما تزويد التحالف بالإحداثيات الجغرافية لتحركاتنا وللمستشفى حتى لا يقوموا بقصفنا".
وأضافت روبرتس أن مدرسة البنات المجاورة تعرضت للقصف عدة مرات عندما كانت تعمل في المنطقة قائلة "لقد دُمّرت المدرسة. لم يكن الأطفال قادرون على الذهاب إلى المدرسة لعدة أشهر منذ بدء الحرب. يبدو أنهم قرروا قصف المدرسة على الرغم من أنه لا يوجد أحد هناك ".
الجدير ذكره أن هذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يتم فيها ضرب منشأة منظمة أطباء بلا حدود في منطقة حرب، حيث تم قصف مستشفى في مدينة قندوز الأفغانية من قبل القوات الأمريكية في الثالث من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا على الاقل.
http://www.theguardian.com/world/2015/oct/27/yemen-hospital-hit-by-saudi-led-airstrikes
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق