هيو ميلز - صحيفة الإندبندنت
ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب
يتزايد عدد أعضاء الأسرة الحاكمة المؤيدون للتحرك لإقالة الملك سلمان وإحلال أخوه الأصغر بدلا عنه، حيث يدعم 8 من اصل 12 من أبناء الملك المؤسس للمملكة، واللذين لايزالون على قيد الحياة، إبعاد حاكم البلاد المريض، الملك سلمان، البالغ من العمر 79 عاما، وإحلال أخيه الأصغر، 73 عاما، ملكا بدلا عنه بحسب تصريح أمير معارض. يدعي هذا الأمير أن أغلب مشائخ الدين والعلماء ذوي النفوذ، يدعمون هذا التوجه للإطاحة بالملك الحالي وإحلال الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السابق، محله. يقول الأمير، وهو حفيد للملك عبدالعزيز الذي أسس المملكة عام 1932، "يفضل العلماء ومشايخ الدين الأمير أحمد، ليس كلهم، ولكن 75% منهم ".
تأييد رجال الدين يعد مطلب أساسي لتغيير الملك، فحسب النظام المتبع في السعودية هم فقط من يملكون السلطة لإضفاء الشرعية الدينية ومن ثم الشرعية السياسية للقيادة. وتشير الدلائل على وجود ضغوط متزايدة محاطة بالسرية داخل الأسرة الحاكمة على ضرورة حل الصراع الداخلي فيما بينها والذي أشعله وصول الملك سلمان لسدة الحكم بداية هذا العام. الأمير، الذي لايمكننا الإفصاح عن إسمه لأسباب أمنية، هو المسؤول عن الرسالتين اللتين نشرتا مؤخرا، اللتي دعى فيهما الأسرة الحاكمة إلى تغيير القيادة الحالية للبلد.
في عام 1964، تم خلع الملك سعود في نهاية المطاف بعد صراع طويل على السلطة عندما تحدث غالبية أعضاء الأسرة الرئيسين والمؤسسة الدينية بصوت واحد و اتخذوا القرار بسحب دعمهم وتأييدهم له. يقول الأمير أن شيء كهذا سيحدث مرة أخرى قريبا. قال الأمير للإندبندنت "نأمل أن يغادر الملك السعودية، كما فعل الملك سعود، وسيضل محترما في داخل المملكة وخارجها". وأضاف الأمير "بدلا من ذلك، سيصبح الأمير أحمد وليا للعهد ولكن مع كامل المسؤلية والصلاحيات لإدارة جميع مقاليد الأمور في المملكة كالاقتصاد، البترول، القوات المسلحة، والحرس الوطني، وزارة الداخلية و الإستخبارات، في الحقيقة سيكون المسؤول عن كل شؤون الدولة من الألف الى الياء". تسود حالة من السخط ناجمة عن وضع الملك سلمان الذي يعاني من قصور في قدراته العقلية نتيجة الإصابه بمرض الزهايمر بالإضافة الى التعينات المثيرة للجدل، والاستمرار في الحرب المكلفة على اليمن و كارثة الحج التي وقعت مؤخرا.
حذر صندوق النقد الدولي مطلع هذا الأسبوع من أن السعودية قد تستنفد مدخراتها المالية خلال 5 سنوات، مالم تقم الحكومة بشكل كبير بالحد من الإنفاق، نتيجة لهبوط أسعار النفط والآثار الاقتصادية التي خلفتها الحروب في المنطقة. أدى تعيين الملك لابنه المفضل محمد بن سلمان، 30 عاما، في موقع ولي ولي العهد في أبريل، و قرار تعيينه وزيرا للدفاع، وهو ما مكنه من شن حرب بالوكالة على اليمن في مواجهة جماعة الحوثي المتمردة المدعومة من قبل إيران وأجبرت الرئيس الموالي للسعودية على الفرار، إلى تعقيد الأمور أكثر. حيث يتردد انه أمسك بسلطات مطلقة و حيواسعة جدا، حققت له ثراء مهولا منذ تقلد منصبة. ويقول الأمير المعارض "كل ورقة او اتصال لوالده يجب أن يمر عبره".
ولي العهد الحالي الأمير محمد بن نايف، 56 عاما، وابن أخو الملك سلمان، هو الآخر أيضا غير مرغوب فيه. يحظى الأمير أحمد بدعم غالبية أعضاء الأسرة لتقلد العرش، والرجل هو الابن الأصغر لمؤسس المملكة من زوجته المفضلة، حصة بنت أحمد السديري. وقد شغر موقع وكيل وزارة الداخلية لـ 37 عاما، و قبلها 4 سنوات كمسؤول عن الأماكن المقدسة في مكة قبل أن يتقلد منصب وزير الداخلية عام 2012. ولكنه ترك المنصب بعد خمسة أشهر، بناء على طلبه بحسب التصريح الرسمي، وتم تعين الأمير محمد بن نايف، ولي العهد الحالي، مكانه. ويشير الأمير المعارض إلى أن الأمير أحمد ترك موقعه إثر خلاف يتعلق بمعاملة الموقوفين السياسين، حيث قال "لقد اراد الأمير أحمد إدخال إصلاحات في اطار حرية الفكر، و تنظيف جهاز القضاء و إطلاق سراح السجناء السياسين الذين لا علاقة لهم بالإرهاب". وأضاف "هناك الكثير من السجناء السياسين ممن قضوا في سجون الاعتقال منذ ما قبل عام 2001 بسبب آرائهم الحكيمة و نظرتهم الاسلامية المعتدلة. وإذا أمسك الأمير أحمد بالسلطة سيتم الإفراج عنهم".يقول الأمير المعارض "الأمير أحمد، الحاصل على ماجستير في العلوم السياسية، محبوب من رجال الدين وآخرين داخل الأسرة الحاكمة لخبرته وأسلوب حياته المعتدل، و ان كبار الأخوة يريدونه لكونه رجل حكيم و يتمتع بصحة جيدة، وقد عرف بنزاهته طيلة حياته. ولم يتورط في مشاكل القمار، والنساء، والشراب أو المخدرات". يعقب الأمير المعارض "الأمير أحمد يحب الصحراء والصيد ويميل الى الجلوس على شاطىء البحر أو التمتع بالجبال في الطائف. إنه رجل متدين ولكنه منفتح، يجيد الانجليزية ويتابع أخبار العالم بإهتمام".
وبحسب الأمير المعارض فإن الزوجة الثالثة للملك الحالي، وهي فهدة آل حثيلان، تعتبر شخصية أساسية في حياة الملك. حيث يقول "إنها أم محمد بن سلمان ولديها نفوذ على أبيه"، ويضيف "الملك واقع في حبها ومن حبها كان حبه لابنه محمد بن سلمان." على كل حال فهي تقضي الآن معظم الوقت خارج المملكة بسبب حالتها الصحية. لقد استغرق الصراع من أجل إقالة الملك سعود عدة سنوات و أدى الى حالة قلق بين مؤسسات المملكة العسكرية - الجيش، وزارة الداخلية، والحرس الوطني - قبل أن يغادر في النهاية موقعه دون إراقة للدماء. و يتوقع الأمير المعارض أن يتم الأمر بذات الاسلوب هذه المرة. يقول الأمير "هي بمثابة ثورة داخلية. نريد إصلاح مالي و سياسي، وحرية الفكر وتنظيف جهاز القضاء، وإطلاق سراح السجناء و تطبيق الشريعة الإسلامية الصحيحة".
هذا ولم يستجب السفير السعودي في لندن لطلب الصحيفة التعليق على الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق