الأربعاء، 27 يناير 2016

توقفوا عن طمأنة السعودية التي تشكل تهديدا أسوأ من إيران على الشرق الأوسط.

بقلم: دوق باندو
معهد كاتو للدراسات السياسية - واشنطن
الثلاثاء 26 يناير 2016

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

سافر وزير الخارجية جون كيري مؤخرا إلى الرياض لطمأنة المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى بأن الولايات المتحدة تقف معهم. أصر كيري على التأكيد بأنه "لم يتغير شيء" نتيجة للاتفاق النووي مع إيران.

علاقة واشنطن الطويلة مع الرياض كانت مبنية على النفط. لم يكن هناك أبدا أي هراء حول تشارك القيم مع السعودية التي تعمل بوصفها البديل المتحضر قليلا عن تنظيم الدولة الإسلامية. تحكم العائلة المالكة البلد وفق نظام شمولي يحظر المعارضة السياسية وحرية التعبير والحرية الدينية والاستقلال الاجتماعي.

حين كانت الولايات المتحدة تعتمد اعتمادا شديدا على النفط الأجنبي، كان يبدو أن القليل من التغاضي عن مبادئ أميركا يعد شيئا ضروريا. أما اليوم، فمن الصعب جعل قضية النفط مبررا "للعلاقة الخاصة" بين واشنطن والمملكة العربية السعودية. فسوق الطاقة العالمي يتوسيع وستصبح الولايات المتحدة قريبا أحد مصدري النفط. لايستطيع النظام الملكي البقاء على قيد الحياة دون أموال النفط وسيستمر في ضخه حتى مع انهيار الأسعار.

تعاملت واشنطن مع الرياض في السنوات الأخيرة كجزء لا يتجزأ من نظام الاحتواء ضد إيران. بالطبع كان الجزء الأكبر من "مشكلة طهران" صنيعة أمريكا: الإطاحة بالديمقراطية الإيرانية أدى في النهاية إلى إنشاء دولة إسلامية.

تضاعفت المخاوف عندما واجهت طهران بتحدٍ جيرانها السنة بالإضافة لإسرائيل وواصلت العمل في برنامج شاه النووي. وساهمت كوابيس الثورة الإسلامية التي اهتاجت في جميع أنحاء المنطقة على حث السعودية والأنظمة الحليفة للإرتماء في أحضان أمريكا.

غير أن الحجة في دعم العائلة المالكة السعودية قد أصبحت رثة للغاية، فالمملكة العربية السعودية قادرة على الدفاع عن نفسها، حيث جائت في الترتيب الرابع عالميا عام 2014  في الإنفاق العسكري الذي بلغ 81 مليار دولار، وهذا يمثل أضعاف النفقات العسكرية لإيران.

تعكس تهديدات الدمار مدى الضعف الداخلي البعيد عن متناول واشنطن، والمتمثل في أساليب القمع في المملكة وسوء المعاملة الخاصة للأقلية الشيعية، بما في ذلك اعدام رجل الدين نمر النمر، الذي دعى إلى المعارضة غير العنيفة لنظام الحكم الملكي.

من ناحية أخرى، يخلق الاتفاق النووي فرصة حقيقية من أجل التغيير في إيران. لن تكون العملية سريعة أو سهلة. مع ذلك، وعلى النقيض من السعودية، يوجد في إيران نقاش سياسي وتنوع ديني ومشاعر ليبرالية وإنتخابات (مرسومة بعناية لكنها حقيقية مع ذلك) .

مهما كانت الفوائد المزعومة من التحالف السعودي، فإن أمريكا تدفع ثمنا باهظا. الأول هو تكلفة توفير حراسة شخصية مجانية للعائلة المالكة.

ولهذا السبب شاركت الولايات المتحدة في حرب الخليج الأولى وتركت حامية على الأراضي السعودية. وبناء على طلب السعوديين، تدعم واشنطن الحرب غير الشرعية في اليمن كما لاتزال ملتزمة رسميا بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الذي يمثل أقوى الجيوش المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية الأشد خطورة.

تدوس السعودية على القيم الأمريكية خارج حدودها أيضا. حيث تساعد الرياض جارتها البحرين على قمع السكان الشيعة الذين يمثلون الأغلبية. كما تمول السعودية أيضا تدريس التعاليم الإسلامية المتطرفة في المدارس الدينية حول العالم.

وعلاوة على ذلك، دعم المال السعودي تنظيم القاعدة والأشخاص المنفذين لأحداث 11 سبتمبر. وعلى مايبدو، لاتزال السعودية تقدم الدعم الخاص والمماثل للعنف المتطرف.

على مدى السنوات القليلة الماضية أصبح سلوك الرياض أكثر ضررا على مصالح أميركا. يدفع النظام الملكي للإطاحة بالأسد في سوريا دون أن يقلق حول من أو ماالذي سيعقبه. وفوق هذا، حولت السعودية التمرد طويل الأمد في اليمن إلى صراع طائفي آخر.

بإعدامها للشيخ النمر، أشعلت السعودية فتيل الاحتجاجات الطائفية في البحرين وإيران والعراق ولبنان. وردت الرياض بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتقويض المفاوضات السياسية لحل الحرب الأهلية في سوريا.

بطبيعة الحال، فحقيقة أن الرياض تعد قوة مزعزعة للاستقرار لا يعني أن على الولايات المتحدة أن تحاول تغيير النظام في الرياض. ولكن يجب على واشنطن إيقاف الدعم المفرط للعائلة المالكة السعودية. وعلى وجه الخصوص، يجب على الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن الحرب غير الشرعية للسعودية في اليمن.

وبالإشارة إلى المصلحة الوطنية لأمريكا، "يحتاج البلدان (امريكا والسعودية) إلى علاقة جديدة و طبيعية أكثر. ينبغي عليهما أن يعملان معا عندما يكون ذلك ملائما، ويختلفان إذا اقتضى الأمر ذلك. وبيع السلاح الى الرياض دون الإلتزام بتوفير الحماية للعائلة الملكية".

والأهم من ذلك، يجب على واشنطن الاستمرار في إقامة علاقة أفضل مع طهران. يجب أن يعود التوازن للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

http://www.cato.org/blog/stop-reassuring-saudi-arabia-worse-threat-middle-east-iran
---------------------
للاشتراك في قناة ترجمات عبر تيليجرام:
http://telegram.me/tarjamat
او متابعة مدونة قضايا على الرابط:
http://kathaya.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق