الأربعاء، 13 يناير 2016

الصين تبني أول قواعدها العسكرية في أفريقيا. يجب على أمريكا أن تقلق جدا.

جيمس بولوس
مجلة ذ ويك الأمريكية
الأربعاء 12 يناير 2016

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

من المرجح أن تصبح أفريقيا واحدة من أكبر قصص عام 2016، ليس بسبب الخوف من بعض الأمراض الجديدة أو نشوب حرب جديدة مروعة هناك. بدلا من ذلك، هناك حركة دينامكية جديدة لم يسبق لها مثيل على وشك تشكيل القارة. الولايات المتحدة والصين، هذه القوى الكبرى لاتملكان موطئ قدم كبير في أفريقيا لذا تميلان الآن، على حد سواء، الى الإنخراط بشكل أعمق ومباشر في الشؤون الأفريقية.

وبدلا من أن يجدوا أنفسهم في دورة عمل مكثفة، أصبح الوضع الذي يواجهانه أكثر تعقيدا وأكثر إخافة لأمريكا بالذات. وبفضل التحديات والأولويات المختلفة تماما لكلتا القوتين، فإن التدخل في أفريقيا يعد بمثابة وليمة بالنسبة للصين، ومجاعة بالنسبة للولايات المتحدة.

يمكن النظر إلى جيبوتي كدليل واضح على ذلك. لماذا؟ لأن الخبر العاجل هو توقيع الصين اتفاقا لبناء أول قاعدة عسكرية لها في هذا البلد الصغير، المستعمرة الفرنسية السابقة، المطل على موقع استراتيجي على البحر الأحمر في الجانب المقابل لليمن بين إريتريا والصومال. وذلك يؤكد الشكوك التي ساورت، على مدى سنوات، قائد وحدة الجيش الأمريكي المعنية بالعلاقات مع الدول الأفريقية "أفريكوم"، الجنرال ديفيد رودريقز. يقول الجنرال رودريقز لموقع "هيل"، وهو اقوى موقع الكتروني معني بالسياسة في الولايات المتحدة، أن "الموقع اللوجستي" والمجال الجوي سيتيح للصين "توسيع انتشارها" في أفريقيا على مدى العشر سنوات القادمة وهي المدة الأولية للإتفاقية. غير أن موقع "هيل" توقع أن الصين لن تتمكن حاليا من القيام بأكثر من تنظيم بعض الدوريات البحرية خارج موانئ جيبوتي.

ونظرا للتوسع المتسارع للصين في أفريقيا، فإن هذا وحده ليس جيدا بما فيه الكفاية. لأن أفريقيا ليست مجرد سوق لجني المال بالنسبة للصين، لكنها أيضا فرصة للوظائف وأرض تحوي العناصر الجوهرية للنمو الاقتصادي المستدام. ونتيجة لما كشفه منتدى التعاون الصيني الأفريقي في ديسمبر الماضي، فإن المملكة الوسطى تريد ضمان امتياز الوصول إلى هذا النوع من المستقبل. وعلى الرغم من صعوبة الكشف عن تفاصيل التعاون، إلا أن بكين استخدمت هذا المنتدى لتتعهد بتقديم 60 مليار دولار في شكل قروض وائتمانات تصديرية.

كلا، لم تعد الصين بحاجة للتملق للإستثمارات الأمريكية في المنظور القريب، لكن الوضع المالي يتخذ ميزة اضافية عندما تحتاج بكين لكل الأخبار الجيدة التي يمكنها الحصول عليها. وقد أشار أحد محللي الأسهم الخاصة في مجلس العلاقات الخارجية أن "الصين تعمل في أفريقيا بثقة أكثر وعلاقات تستند على تقليص الفارق وتبادل المنفعة مع شركائها، أفضل بكثير مما تفعله الشركات الأمريكية والحكومة الفدرالية". وأضاف المحلل "الجهود الدبلوماسية الأكثر وضوحا للحكومة الأمريكية في أفريقيا المتمثلة في مبادرة [باور افريقا] التي تبناها أوباما، تعد فرقعة فارغة. لم تنشط الشركات الأميركية من خمولها بما فيه الكفاية."

http://theweek.com/articles/598367/china-building-first-military-base-africa-america-should-nervous
---------------------
للاشتراك في قناة ترجمات عبر تيليجرام:
http://telegram.me/tarjamat
او متابعة مدونة قضايا على الرابط:
http://kathaya.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق