السبت، 23 يناير 2016

دليل جديد في اليمن يطعن في إنكار التحالف استخدامه للقنابل العنقودية

تقرير منظمة العفو الدولية
الجمعة 22 يناير 2016

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

يبدو أن الأدلة التي جمعتها منظمة العفو الدولية قد أكدت التقارير التي تفيد بإلقاء قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية قنابل عنقودية أمريكية الصنع في العاصمة اليمنية، صنعاء، يوم 6 يناير عام 2016. حيث أسفر الهجوم عن مقتل صبي يبلغ من العمر 16 عاما وأصابة ستة مدنيين آخرين على الأقل، علاوة على القنابل الصغيرة التي تناثرت فيما لا يقل عن أربعة أحياء سكنية مختلفة.

تدعو منظمة العفو الدولية قوات التحالف إلى أن تتوقف فورا عن استخدام القنابل العنقودية التي تعد بطبيعتها أسلحة عشوائية ومحظورة دوليا.

من جانبها، لم تؤكد قوات التحالف التي تقودها السعودية قيامها بتنفذ أي هجوم على المناطق التي ضربت يوم 6 يناير. بالإضافة إلى ذلك، نفى المتحدث باسم القوات العسكرية لقوات التحالف الجنرال أحمد عسيري، في مقابلة مع CNN يوم 11 يناير عام 2016، بشكل قاطع قيام التحالف باستخدام القنابل العنقودية في هجماته على صنعاء في أي وقت مضى، وادعى أنهم قد استخدموها في هجوم واحد فقط في اليمن كان على هدف عسكري في حجة في أبريل 2015.

ومع ذلك، وطبقا لمعلومات منظمة العفو الدولية، فإن التحالف هو الطرف الوحيد في الصراع الذي لديه القدرة على إسقاط القنابل من الجو وأن المنظمة عثرت في بحثها على أدلة دامغة بأن التحالف القى بالفعل قنابل عنقودية يوم 6 يناير. وقد شمل البحث مقابلات مع تسعة من السكان المحليين، بما في ذلك عائلة الصبي الذي قتل وعائلات ثلاثة من الجرحى وكذا اثنين من شهود العيان بالإضافة إلى رئيس جهاز الأمن في غرب صنعاء واثنين من المصورين المحليين الذين زاروا المواقع التي تأثرت بالهجوم في اليوم التالي.

استهدف الهجوم مديرية معين غرب صنعاء في حوالي الساعة السادسة صباحا من يوم 6 يناير عام 2016. ووفقا لرئيس الأمن في غرب صنعاء، أحمد عبد الله، تم العثور على أجزاء من اسطوانة معدنية تمثل الحاوية التي تتركب فيها القنابل الصغيرة وذلك في موقعين مختلفين هما أرضية جامعة صنعاء الجديدة وموقع آخر في حي الرباط يبعد 900 متر تقريبا إلى الجنوب. وأضاف أن القنابل الصغيرة  تم العثور عليها متناثرة على عدة أحياء في منطقة معين. وقال أحمد عبد الله لمنظمة العفو الدولية أن إجمالي المنازل التي تضررت جزئيا بلغ 23 منزلا بالإضافة إلى احتراق 20 سيارة بالكامل أو تلفها جزئيا. وقال إن الغالبية العظمى من القنابل الصغيرة انفجرت في وقت الهجوم على الرغم من أنهم قد وجدوا أيضا بعض منها لم تنفجر.

تشير المسافات بين المواقع التي تأثرت بالقنابل الصغيرة المتناثرة إلى سقوط أكثر من قنبلة واحدة، غير أن العدد الدقيق يبقى غير واضح. وحتى لو كان الهجوم يستهدف موقعا عسكريا، فإن استخدام الأسلحة العشوائية مثل القنابل العنقودية محظور تماما بموجب القانون الإنساني الدولي.

ووصف الضحايا وشهود العيان كيف أنهم سمعوا انفجارا واحدا كبيرا حوالي الساعة  الخامسة صباحا، تلاه بعد دقيقة واحدة سلسلة من الانفجارات الصغيرة المتتالية. هذه الحسابات مع حقيقة العثور على بقايا الاسطوانة التي كانت تحتوي على القنابل الصغيرة بعد الهجوم تتسق مع استخدام القنابل العنقودية التي تسقطها الطائرات.

كان محمد صالح، 55 عاما، أحد السكان المحليين في حي السنينة الذي يبعد 2 كيلومتر غرب المنطقة التي سقطت فيها الاسطوانة يصلي في المسجد عندما وقع الهجوم، يقول صالح "كنا نصلي في المسجد في حوالي الخامسة صباحا، وفور مغادرتنا المسجد سمعنا أزيز الطائرات فوق رؤوسنا ثم أعقب ذلك انفجار كبير. كنا نخشى من ضربة جوية ثانية لذلك انتشرنا هربا عندما جاءت الانفجارات المتتالية. أصبت ببعض الشظايا وتم نقلي بعد ذلك إلى المستشفى مباشرة ولكن كان الحي مغطى بالقنابل الصغيرة والتي سقط بعضها على السيارات وانفجرت وبعضها سقط داخل المنازل، حتى خزانات المياه تضررت هي الأخرى". ووفقا للمصور الذي زار السنينة في اليوم التالي، فقد كان هناك ثمان قنابل صغيرة انفجرت في الحي، تضررت ثلاثة منازل بشكل جزئي واحترقت خمس سيارات.

تحدثت منظمة العفو الدولية أيضا إلى شقيق الصبي البالغ من العمر 16 عام والذي قتل في الهجوم. عيسى غالب من سكان حي مذبح الذي يبعد 3.5 كيلومتر إلى الشمال الغربي من المكان الذي سقطت فيه الاسطوانة الحاوية للقنابل الصغيرة، وقد توفي بعد اصابته بجروح متعددة من القنابل الصغيرة المتفجرة. يقول شقيق عيسى "في حوالي الخامسة صباحا كان شقيقي في طريقه إلى المسجد الواقع بمحاذاة منزلنا في حي الدقيق لأداء صلاة الفجر. سمعنا حينها الانفجار الأول. وبعد دقيقة سمعنا سلسلة من الانفجارات المتتالية في الحي عندما سقطت القنابل الصغيرة، سقطت إحداها على سطح منزل جارنا ... وجدت والدتي عيسى عند باب المسجد ملقى في بركة من دمه ... تضررت عدة سيارات في الحي ودمر كذلك المسجد بشكل جزئي".

وقالت المصورة التي زارت مذبح يوم 7 يناير لمنظمة العفو الدولية إنها رصدت 15 قنبلة صغيرة منفجرة، وكذا ثلاث منازل متضررة بشكل جزئي بالإضافة إلى خمس سيارات متضررة كانت إحداها شاحنة لنقل المياه عثر في داخلها على قنبلة عنقودية منفجرة. تحدثت منظمة العفو الدولية أيضا إلى أحد السكان المحليين في مذبح قام باستعراض صورا لمنزله الذي تضرر في انفجار قنبلة صغيرة على السطح تركت حفرة في سقف غرفة المعيشة. وقالت زوجته لمنظمة العفو الدولية "نحن عائلة مكونة من 19 شخص هم من يسكن هذا البيت فيهم ستة أطفال اثنان منهم لايزالوا رضع اعمارهم 10 أشهر و6 أشهر، لايزال الأطفال يبكون لأنهم كانوا مرعوبين جدا بعد الهجوم".

شاكر غالب أحمد راجح، 25 عاما، أب لطفلة تبلغ من العمر عامين، أصيب بجروح خطيرة من الشظايا في بطنه تطلبت عملية جراحية و 19 غرزة. قال شاكر لمنظمة العفو الدولية "أعيش خلف المعهد الوطني قرب شارع الكويت. كنت نائما عندما اخترق انفجار سقف بيتي، وخلق حفرة. كل ما أعرفه هو أنني استيقظت في بركة من دمائي. لحسن الحظ لم تكن زوجتي وابنتي نائمتان بجانبي لذلك لم تصابان بالأذى". يبعد المعهد الوطني 1.5 كيلومتر شرق الموقع الذي سقطت فيه الاسطوانة الحاوية للقنابل الصغيرة.

وقال اثنان من المصورين المحليين أيضا لمنظمة العفو الدولية أنهم عثروا على بعض القنابل الصغيرة التي سقطت خلف مبنى الخولاني على الطريق الدائري بالقرب من مركز شرطة الجديري.

القنابل العنقودية المحظورة

تحتوي القنابل العنقودية ما بين العشرات والمئات من القنابل الصغيرة التي يتم إطلاقها في الجو لتتناثر بشكل عشوائي على مساحة واسعة تقاس بمئات الأمتار المربعة. ويمكن إلقاء هذه القنابل العنقودية من الطائرات أو إطلاقها من الأرض.

معدل عدم انفجار القنابل العنقودية مرتفع جدا وهو ما يعني أن نسبة عالية منها تخفق في الانفجار عند اصطدامها بالأرض، لتصبح بحكم الأمر الواقع ألغاما أرضية تشكل خطرا على المدنيين لسنوات بعد انتشارها. يحظر استخدام وانتاج وبيع ونقل القنابل العنقودية بموجب اتفاقية 2008، الخاصة بالقنابل العنقودية، والتي وقع عليها مايقرب من 100 دولة.

وحتى بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية واليمن والسعودية وغالبية الأعضاء الآخرين في قوات التحالف التي تقودها السعودية المشاركة في الصراع الدائر في اليمن ليست أطرافا في الاتفاقية، فإنه يجب عليها بحسب قواعد القانون الدولي الإنساني أن لا تستخدم الأسلحة ذات الطبيعة العشوائية التي تشكل تهديدا دائما للمدنيين.

واستعرضت منظمة العفو الدولية صورا التقطت في 6 و 7 يناير في صنعاء أظهرت بقايا القنابل العنقودية، بما في ذلك القنابل الصغيرة كروية الشكل بالإضافة إلى أجزاء من القنبلة أو القنابل التي حملت تلك القنابل الصغيرة.

كما حددت منظمة العفو الدولية قنابل صغيرة نوع BLU-63 مضادة للأفراد و العتاد والتي تشكل مكونات قنبلة عنقودية أمريكية الصنع نوع CBU-58. العلامات الموجودة على بقايا أحدى القنابل تشير إلى أنه تم تصنيعها في عام 1978 في مصنع ميلان للذخائر العسكرية في ولاية تينيسي في الولايات المتحدة الأمريكية. كل قنبلة عنقودية نوع CBU-58 أسقطت من الجو تحتوي على عدد 650 من القنابل الصغيرة. وقد نقلت الولايات المتحدة 1000 قنبلة عنقودية من نوع CBU-58 إلى المملكة العربية السعودية في الفترة ما بين 1970 و 1995.

لقد وثقت منظمة العفو الدولية استخدام ثلاثة أنواع من القنابل العنقودية من قبل قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015، أحدى هذه الأنواع هي قنبلة CBU-87 أمريكية الصنع والتي تحتوي على قنابل صغيرة نوع 202 BLU- 97. النوع الثاني أمريكي الصنع أيضا وأكثر تطورا وهي قنبلة CBU-105 وهي سلاح ذو صمامات تفجير استشعارية (تحتوي على قنابل صغيرة نوع BLU-108 ذات صمامات تفجير استشعارية)، أما النوع الثالث المختلف فيشبه قنبلة ASTROS II برازيلية الصنع وهي التي تم استخدامها في صعدة في شمال اليمن.

http://www.amnestyusa.org/news/news-item/yemen-new-evidence-challenges-coalition-s-denial-it-used-cluster-munitions
---------------------
للاشتراك في قناة ترجمات عبر تيليجرام:
http://telegram.me/tarjamat
او متابعة مدونة قضايا على الرابط:
http://kathaya.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق