الخميس، 28 يناير 2016

التواطؤ البريطاني في اليمن، المنسية واليائسة، يجب أن يتوقف

ذي ناشيونال البريطانية - اسكتلندا
الخميس 28 يناير 2016

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

الحياة في اليمن عبارة عن معركة يومية ضد الفقر والبنية التحتية المشلولة ونقص الغذاء والماء والأدوية - والقنابل بريطانية الصنع.

قبل دخول قوات التحالف بقيادة السعودية إلى النزاع في مارس من العام الماضي، كان ما يقرب من نصف السكان يعيش بالفعل تحت خط الفقر، وثلثي الشباب عاطلين عن العمل، والخدمات الاجتماعية الأساسية غير مستقرة.

حتى في تلك المرحلة، كانت التقديرات تشير إلى أن أكثر من 60% من السكان - 16 مليون شخص - بحاجة للمساعدة الإنسانية.

ولكن منذ بدء القصف، ساءت الأمور بشكل لا يمكن تصوره في الوقت الذي يشيح فيه العالم بنظره بعيدا.

حذر مكتب الصحة والسكان في محافظة مأرب في وقت سابق من هذا الاسبوع من انهيار وشيك لنظام الرعاية الصحية بسبب النقص الحاد في الأدوية.

واضطرت العديد من المنشئات لوقف علاج المرضى على الرغم من الحاجة الملحة والمستمرة لذلك.

كما نزح حوالي 2.5 مليون شخص وشردوا عن منازلهم في جميع أنحاء البلاد، وتم تصنيف 10 محافظات من أصل 22 محافظة بحالة "الطوارئ" في أواخر عام 2015 - وهي الحالة التي تبعد فقط خطوة واحدة عن "المجاعة" - كما توقفت جميع واردات المواد الغذائية في البلاد باستثناء نسبة ضئيلة.

وفي سياق الحديث، فقد كانت اليمن تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها الغذائية قبل بدء القتال.

يعاني الآن مليوني شخص من سوء التغذية الحاد من بينهم 1.3 مليون طفل، بينما يفتقر ثلاثة ملايين شخص إلى علاج أو خدمات وقائية نتيجة سوء التغذية بالإضافة إلى 7.6 مليون شخص مهددين  "بخطر المجاعة".

وفي الوقت نفسه، تم تقييد الواردات من الوقود المستخدم للإبقاء على إمدادات المياه، وأصبح أكثر من 19 مليون من السكان عاجزون عن الوصول الآمن لمياه الشرب النظيفة أو الصرف الصحي.

وإزاء هذه الأوضاع، تزدهر الأمراض - حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر الوفاة أثناء الولادة كما أخذت الأمراض القابلة للعلاج والأمراض الوقائية في الارتفاع.

في نوفمبر، خلص تقرير للامم المتحدة إلى ما يقرب من 8900 بلاغ مؤكد عن انتهاكات لحقوق الإنسان، وهو مايمثل حوالي 40 انتهاك في اليوم الواحد.

إذا بدا أن الوضع محبط وحرج وشاق ولا يطاق وغير إنساني، فهو كذلك بالفعل.

غير أن المجتمع الدولي يتحاشى حاليا النظر في ذلك وفشل في التصرف -  محاولة الأمم المتحدة لجمع مليار جنيه استرليني لجهود الاغاثة والتي بدأتها في يونيو الماضي حققت بالأمس 56% فقط من اجمالي المبلغ.

نعم، يستطيع ديفيد كاميرون أن يقول أن مليار جنيه مبلغا كبيرا من المال - ذلك المبلغ هو بالضبط نفس المبلغ الذي تم توريده لخزينة المملكة المتحدة من مبيعات الأسلحة الى المملكة العربية السعودية في ثلاثة أشهر فقط.

الحرب في اليمن عمل تجاري كبير، وإذا كان تعامل كاميرون بشأن هذا الموضوع في مجلس العموم يحمل أي معنى، فهو أن هذه التجارة ليست هامة. هذه ليست منطقة بريطانية. هذا الصراع ليس بريطاني. هذه ليست حرب بريطانيا، وهو ما أكده كاميرون مرارا وتكرارا.

وإلى الآن، لاتزال بريطانيا متخندقة بأسلحتها وسياسييها والعاملين فيها في هذا الصراع وتتخذ موقفا معاديا، سواء أكان ذلك على مستوى المصنع أو غرفة العمليات أو داوننغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء).

تحدثت صحيفة يمن بوست بالأمس عن "تلطخ أيادي الأمم المتحدة بالدماء نتيجة صمتها عن قتل أكثر من ألفين طفل" طوال 10 أشهر.

ذلك الصمت لا يمكن أن يستمر، ويجب أن يتوقف كاميرون عن فصاحته المشكوك فيها حين يقول "بأن الضربات الجوية تجعل بريطانيا أكثر أمانا".

http://www.thenational.scot/comment/the-national-view-the-uks-complicity-in-forgotten-desperate-yemen-must-be-challenged.12950
---------------------
للاشتراك في قناة ترجمات عبر تيليجرام:
http://telegram.me/tarjamat
او متابعة مدونة قضايا على الرابط:
http://kathaya.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق