الثلاثاء، 17 مايو 2016

تشومسكي: المملكة العربية السعودية هي "مركز التطرف الإسلامي" المنتشر الآن بين المسلمين السنة

مقابلة إذاعية
موقع ديموقراسي ناو الأمريكي
الثلاثاء 17 مايو 2016

ترجمة: عبدالرحمن مطهر أبوطالب

يقول نعوم تشومسكي أن المملكة العربية السعودية تعد "مركز التطرف الاسلامي" نظرا لاستمرارها في تمويل القتال في سوريا واليمن. ويضيف تشومسكي أن السعودية، حليفة الولايات المتحدة، "لا تقوم فقط بتمويل التطرف الإسلامي وما يترتب عليه من إمتداد جهادي، ولكنها أيضا، تمول المساجد المذهبية ورجال الدين وهلم جرا، كذلك تمول المدارس، كما تعلمون، فإن دور التحفيظ - حيث يتم "فقط" تدريس القرآن - تنتشر في جميع أنحاء المناطق السنية الضخمة من السعودية ".

وإليكم نص المقابلة:

المذيعة: نحن على الطريق في شيكاغو، إلينوي. أنا ايمي غودمان، ونحن نواصل الجزء الثاني من حديثنا مع السياسي واللغوي والمؤلف ذي الشهرة العالمية (نعوم تشومسكي) الأستاذ القدير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي يدرس فيه منذ أكثر من نصف قرن. كتابه الأخير كان بعنوان "من يحكم العالم؟" وقد طلبت منه الحديث عن دور المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الأوسط.

تشومسكي: حسنا، هناك تاريخ طويل. القصة الأساسية هي أن الولايات المتحدة تميل، كما فعلت بريطانيا قبلها، إلى دعم الإسلام المتطرف ضد القومية العلمانية. لطالما كان هذا الإجراء ثابتا في الإستراتيجية الإمبريالية منذ فترة طويلة. المملكة العربية السعودية هي مركز التطرف الإسلامي الراديكالي. لقد أشار باتريك كوكبرن، وهو أحد أفضل المعلقين والمحللين الأكثر خبرة، بشكل صحيح إلى أن ما يسميه وهابية أهل السنة والجماعة وانتشار المذهب السعودي الوهابي المتطرف على حساب الإسلام السني، تعد واحدة من الكوارث الحقيقية الحالية في العصر الحديث. فالسعودية لا تقوم فقط بتمويل التطرف الإسلامي وما يترتب عليه من إمتداد جهادي، ولكنها أيضا، تمول المساجد المذهبية ورجال الدين وهلم جرا، كذلك تمول المدارس، كما تعلمون، فإن دور التحفيظ - حيث يتم "فقط" تدريس القرآن - تنتشر في جميع أنحاء المناطق السنية الضخمة من السعودية. ولازالت السعودية تواصل فعل هذا..

تملك المملكة العربية السعودية نفسها واحدا من أكثر سجلات حقوق الإنسان بشاعة على مستوى العالم. فعملية قطع الرؤوس الذي تقوم به داعش والذي صدم الجميع، أعتقد أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي يعتبر قطع الرؤوس أمرا عاديا بالنسبة لها. هذا أقل ماتقوم به. يحضر على المرأة قيادة السيارة ولايمكنها ذلك، وهلم جرا. غير أن السعودية مدعومة بقوة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، بريطانيا وفرنسا. فما السبب؟ السبب هو انها تحصل على الكثير من النفط وتحصل على الكثير من المال. يمكنهم أن يبيعوها الكثير من الأسلحة، أعتقد أن هذه الدول حصلت على عشرات المليارات من الدولارات من بيع الأسلحة. ولكن الإجراءات التي تنفذها السعودية، على سبيل المثال في اليمن، والتي ذكرتيها في تعليقك، قد سببت كارثة إنسانية هائلة في بلد فقير جدا، كما تسببت أيضا في تحفيز الإرهاب الجهادي، وهذا بالطبع تم بأسلحة الولايات المتحدة وبريطانيا. فرنسا هي الأخرى تحاول الإستفادة من ذلك. إنها قصة بشعة جدا.

لايستند اقتصاد المملكة العربية نفسها فقط على تبذير الموارد، بل أن هذه الموارد تدمر العالم. هناك تقارير تفيد بأن السعودية تحاول الآن اتخاذ بعض الخطوات لتنويع اقتصادها، ولكنها خطوات متأخرة جدا، كان ينبغي القيام بها قبل 50 عام. تملك السعودية موارد ليست مدمرة، مثل أشعة الشمس على سبيل المثال، والتي يمكن استخدامها إلى حد ما في توليد الطاقة الشمسية. ولكن الوقت أصبح متأخر جدا للمضي في هذا الطريق، وربما لا يمكن القيام به. غير أن السعودية كانت ولاتزال مصدرا خطيرا لمعظم المشاكل العالمية، بل أنها مجتمع  مروع وكريه في حد ذاته. تشجع الولايات المتحدة وحلفائها، وبريطانيا قبل ذلك، نمو هذا التطور الاسلامي المتشدد في جميع أنحاء العالم الإسلامي منذ فترة طويلة، وبشتى الوسائل.

المذيعة: هل تعتقد أن أوباما تعامل مع المملكة العربية السعودية بشكل مختلف عن سلفه الرئيس بوش؟

تشومسكي: كلا. لا أرى أنه تعامل تماما بشكل مختلف. ربما هناك بعض الفروق البسيطة.

http://m.democracynow.org/stories/16217

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق