بقلم: إل تود وود - واشنطن تايمز
السبت 6 فبراير، 2016
ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب
لم أصادف في أي وقت مضى بيانا صادرا من قبل قوة أجنبية، ذات علاقة بالأجندات الكامنة وراء النزاع في الشرق الأوسط، أكثر تعبيرا من التصريحات الايرانية على دخول السعوديين الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
حيث أعلنت المملكة العربية السعودية نهاية الأسبوع الماضي أنها على استعداد للنظر في نشر قوات برية في بلاد الشام للانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وقد سخرت إيران على الفور من التصريح السعودي قائلة أن هذه القوات ستهزم مباشرة إذا دخلت الحرب.
ما الذي قد يجعل ايران قلقة للغاية حول تقديم السعودية قوات برية لقتال داعش في حين تقول روسيا، شريك إيران في سوريا، أنها أيضا تقاتل إرهابيي داعش؟ السبب هو أن الأمر ليس له علاقة بداعش ولم يكن كذلك في أي وقت مضى على الإطلاق.
تستخدم روسيا وإيران حرب داعش كذريعة لبناء هيمنة جديدة للمحور الشيعي في المنطقة ترتكز على الدولة العلوية في سوريا وتمتد من بيروت إلى بغداد من خلال الميليشيات المدعومة من ايران والقوات الايرانية نفسها. وهو ما جعل خصومهم السنة قلقون حيال هذا التقدم، الأمر الذي ساهم في تحويل هذا الصراع إلى حريق متنامي شيعي - سني في خضم معركة وجودية من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط.
صرح العميد أحمد عسيري لقناة الجزيرة يوم الخميس الماضي قائلا "اليوم، أعلنت المملكة العربية السعودية عن استعدادها للمشاركة بقوات برية مع قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش، لأننا الآن لدينا تجربة في اليمن".
وأضاف "نعلم أن الضربات الجوية لا يمكن أن تكون كافية وأن هناك حاجة إلى عملية برية. نحن بحاجة إلى الجمع بين العمليات الجوية و البرية لتحقيق نتائج أفضل على أرض الواقع".
وقد جاء رد فعل وزير الدفاع الامريكى آش كارتر إيجابيا حيث قال للصحفيين يوم الخميس "هذا النوع من الأخبار موضع ترحيب للغاية".
كما جاء تعليق رئيس الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري على ذلك سريعا أيضا، حيث صرح لوكالة رويترز قائلا "يعمد (السعوديون) إلى مثل هذا الادعاء لكنني لا أعتقد أنهم شجعان بما فيه الكفاية للقيام بذلك ... وحتى لو قاموا بإرسال قوات برية فسيهزمون بالتأكيد، سيكون ذلك انتحار".
وانهارت محادثات السلام في جنيف هذا الأسبوع نتيجة الضغط الجديد الذي حققته القوات الروسية وتلك المدعومة من إيران مستغلة الضربات الجوية الروسية ضد القوات المناهضة للأسد. وهذا هو السبب وراء الرغبة السعودية في التعهد بإرسال قوات برية، ورد الفعل الإيراني القاسي ضد هذا الإحتمال.
من جانبها، قدمت روسيا صفقة مع الشيطان الإيراني. حيث تتعاون روسيا مع الشيعة في الجمهورية الإسلامية لتوطيد النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط. قد تكون التحركات المقبلة للروس غير واضحة، لكنهم يبنون وجودهم العسكري.
تختبئ إدارة أوباما في الزاوية الدبلوماسية متمتمة بكلام غير مفهوم حول الخطوط الحمراء، وكيف أنها هي التي وسعت تنظيم داعش نظرا لانتشار هذه المنظمة الإرهابية في شمال أفريقيا. إن عجز البيت الأبيض واضح جدا للعيان، أم يجب علي القول أن هناك أجندات خفية لا و لن نعرف عنها شيئا قبل أن تتسلم الإدارة القادمة مقاليد الامور.
هناك شيء واحد أكيد، وهو أن القوى العظمى في العالم قد انجرت إلى هذه الحرب بالوكالة من أجل السيطرة على منطقة عنيفة تاريخيا وغير مستقرة في العالم. أين سينتهي هذا، لا أحد يعرف.
http://m.washingtontimes.com/news/2016/feb/6/why-would-iran-be-worried-about-saudis-fighting-is/
---------------------
للاشتراك في قناة ترجمات عبر تيليجرام:
http://telegram.me/tarjamat
او متابعة مدونة قضايا على الرابط:
http://kathaya.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق