الجمعة، 11 ديسمبر 2015

الحوثيين والسعوديين والجهاديين، حرب ثلاثية في اليمن لا تسير على ما يرام

الجمعة 11 ديسمبر 2015
صحيفة إيكونوميست - لندن

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

الحرب دائما تتسبب في موت ودمار غير مبرر، وهذا هو الذي يحدث في اليمن. أطاحت قوات المتمردون الحوثيون بالحكومة في العاصمة صنعاء في وقت سابق من هذا العام ولكنها بعيدة كل البعد عن هدفها المتمثل في حكم البلاد. والحكومة أكثر ضعفا وهشاشة في تلك المناطق التي تحتفظ بها أو التي تحررت من الحوثيين. والحملة العسكرية التي تقودها السعودية لإعادة عبد ربه منصور هادي، الرئيس الذي لا يحظى بشعبية، قد أضيفت فقط على المذبحة.

وفي وسط هذا، وفرت الدولة مرتعا خصبا لمجموعات مختلفة من الجهاديين. في السادس من ديسمبر، أعلن فرع الدولة الإسلامية عن مسؤليته عن الإنفجار الذي أودى بحياة جعفر محمد سعد، محافظ مدينة عدن الجنوبية. نجحت الحكومة مؤخرا في استعادة عدن من الحوثيين، ولكن جماعتها المسلحة والمختلطة من مقاتلي التحالف قد فشلت في تأمين المكان. المسؤولين الذين كانوا يأملون أن يحكموا من عدن خائفون جدا من القيام بأكثر من مجرد زيارات خاطفة للمدينة.

الجماعة الرئيسية التي تدّعي الآن حق الامتياز لتمثيل داعش في اليمن تعد جديدة نسبيا، ولكنها قامت بسلسلة من التفجيرات الانتحارية ضد كل من الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين. وقد ملأت هذه الجماعة الفراغ الذي خلّفه تراجع الإرهابيين السنة الموجودون منذ فترة طويلة في اليمن فيما يعرف بتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب.

لقيت العناصر الأكثر نفوذا الباقية في فرع تنظيم القاعدة حتفها في غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار استهدفت زعيم فرع التنظيم ناصر الوحيشي في يونيو الماضي. وعلى الرغم من أنهم الآن بدون قائدهم، إلا أن إنتهاء أمر الجهاديين لايزال بعيدا جدا. حيث استولت القاعدة في جزيرة العرب مؤخرا على اثنتين من المدن الجنوبية، بما فيها زنجبار، عاصمة محافظة أبين التي تبعد فقط 50 كيلومتر شمال شرق عدن.

وفي ما يزيد قليلا عن تسعة أشهر، اتجهت اليمن من السيء إلى الأسوأ. ويعتقد أن عدد القتلى قد تجاوز الآن الرقم 6000 والمواد الغذائية التي تعاني دائما من نقص في المعروض اصبحت شحيحة. كما دمرت الطرق والمدارس والمتاجر والمنازل نتيجة المعارك أو القصف الجوي الذي حولها الى ركام. يشكو عمال الإغاثة من أن تحذيراتهم لاتلقى آذان صاغية، وبأن التحالف الدولي يجعل الأمور أكثر سوء.

حيث صرحت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية في الثالث من ديسمبر الجاري أن السعوديين قصفوا إحدى عياداتها الصحية المتنقلة في تعز، ثالث مدينة في اليمن. وقد انتقدت وكالة الاستخبارات الخارجية الالمانية السعودية مباشرة في إشارة إلى الإحباط الناجم جراء الحملة العسكرية السعودية.

جميع الأطراف تحت ضغط الذهاب الى محادثات السلام التي تديرها الامم المتحدة في 15 ديسمبر، لكن احتمالات السلام قاتمة. لم تفض الجولات السابقة من هذه المحادثات إلى شيء. ولا توجد هناك أي مؤشرات على الرغبة في تنفيذ إجراءات حسن النوايا، كإفراج الحوثيين عن السجناء أو رفع الحصار الذي يفرضة التحالف على البلاد. لايزال القتال من أجل تعز مستمرا. يقول فارع المسلمي الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، وهي مؤسسة فكرية في بيروت "تعرف أطراف الحرب كيف تدمر الأشياء، لكنها لاتعرف كيف تحكم."

http://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21679804-three-way-war-yemen-not-going-well-houthis-saudis-and-jihadis
---------------------
للاشتراك في قناة ترجمات عبر تيليجرام:
http://telegram.me/tarjamat
او متابعة مدونة قضايا على الرابط:
http://kathaya.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق