وكالة سبوتنك الروسية
الجمعة 25 ديسمبر 2015
ترجمة عبدالرحمن أبوطالب
دوّن المؤرخ والصحفي الأمريكي إريك زيوسي أن الجهاد المعاصر منشأه الوهابية السعودية (السلفية)، وتعاليم المذهب السني، مضيفا أن واشنطن تصب الزيت على نار الفتنة الطائفية الإسلامية.
في أربعينيات القرن الماضي، أنشأت واشنطن والسعودية تحالفا طويل الأمد يستند على تجارة النفط مقابل السلاح؛ وقد تعززت العلاقة مرة أخرى في عام 1973 بعد قرار ريتشارد نيكسون فك ارتباط الدولار بالذهب.
يسرد المؤرخ زيوسي في مقالته لمؤسسة الثقافة الإستراتيجية قائلا "مع قيام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1973 بفك ارتباط الدولار بالذهب، سرعان ما ارتبط النفط بالدولار (وأصبح الدولار العملة الإساسية لهذه السلعة العالمية). وكانت السعودية آنذاك تملك من الذهب الجديد الأسود أكثر مما يملكه أي بلد آخر".
يناقش المؤرخ الأمريكي صعود أسرة آل سعود مرة أخرى في القرن ال18، وكيف ارتبطت ارتباطا وثيقا مع العالم المسلم محمد بن عبد الوهاب. كان عبد الوهاب هو الذي صاغ مفهوم حركة طائفية سنية جديدة هي الوهابية.
وفي عام 1744 قطع كلا من محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب وعدا وأقسما يمينا بالعمل معا، وقررا تأسيس دولة تقوم على مبادئ الوهابية.
ومع ذلك، تم تقويض الخطة الطموحة للسعوديين في نشر التعاليم الجديدة من قبل الإمبراطورية العثمانية في حينه ولم يشارك العثمانيين الوهابيين في أفكارهم المتطرفة. ثم كان من سخرية الأقدار أن تنهار الامبراطورية العثمانية في نهاية المطاف و تظهر المملكة العربية السعودية للعالم في عام 1932.
كانت المملكة الجديدة واحدة من أفقر الدول في العالم حتى تم اكتشاف احتياطيات هائلة من النفط في منطقة الأحساء.
ولا حاجة للقول بأن الولايات المتحدة سارعت إلى إقامة اتصالات وثيقة مع النظام الملكي في الخليج. ففي عام 1941 بدأت شركة أرامكو (شركة النفط العربية الأمريكية) التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بأعمال تنقيب وتطوير واسعة النطاق لحقول النفط السعودية.
وفي الوقت نفسه، واصلت المملكة العربية السعودية ترويج مفهومها الوهابي الموجه بشكل أساسي ضد جيرانها الشيعة في المنطقة. وغني عن القول أن حقول النفط الغنية وفرت لآل سعود فرصة فريدة لتحقيق أفكارهم السياسية والأيديولوجية.
و أصبحت المملكة العربية السعودية في ستينيات القرن الماضي ملجأ لجماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة سنية أصولية أخرى طُرِدَت آنذاك من مصر.
ويواصل زيوسي في مقالته "بعد ذلك، قدم زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جيمي كارتر، نصيحته للرئيس كارتر في عام 1978 بإستيراد المقاتلين الموالين للسعودية أو" المجاهدين" (والذين عرفوا فيما بعد بـ" طالبان ) إلى أفغانستان التي كانت حليفة للإتحاد السوفيتي في حينه، من أجل خلق موجة من الإرهاب هناك يكون من شأنها استنزاف الموارد السوفياتية للحفاظ على الحليف الأفغاني المهم للسوفيت، وبالتالي المساعدة على اسقاط الاتحاد السوفياتي".
وبالنظر للعواقب الوخيمة للحركة الجهادية المتطرفة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط، يبدو من المذهل بمكان أن بريجنسكي لم يندم أبدا على قرار واشنطن بتسليح وتدريب الأصوليين الإسلاميين.
وبحسب مقال زيوسي فقد قال بريجنسكي في مقابلة مع مجلة لو نوفيل أوبسرفاتور في عام 1998 "أندم على ماذا؟ كانت تلك العملية السرية فكرة ممتازة. ماهو الأكثر أهمية لتاريخ العالم؟ طالبان أم انهيار الإمبراطورية السوفييتية؟ أيهما أهم، بعض المسلمين المملوئين بالكراهية أم تحرير أوروبا الوسطى ونهاية الحرب الباردة؟".
يتم تغذية الأصولية الإسلامية من خلال التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية. ومع ذلك، يستمر مسعري الحروب الأمريكان في تجاهل حقيقة أن الحركة الجهادية تحولت في نهاية المطاف إلى تهديد عالمي.
يؤكد زيوسي "جهاد اليوم ببساطة هو الوهابية الممولة بالنفط والغاز والذي خرج عن نطاق السيطرة في البلدان غير الوهابية-السلفية".
ويدعو المؤرخ للإنتباه إلى حقيقة أن الممالك الخليجية يتم حكمها وفقا لتقاليد القرون الوسطى التي لا يوجد فيها شيء مشترك مع القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما لا تزال واشنطن والرياض حلفاء مقربين.
ويخلص زيوسي إلى القول "ما هو فريد من نوعه هو تحالف البترودولار السعودي الأمريكي، وهو تحالف يفرخ الحروب في سبيل الرب والجشع، ويمثل انتكاسة تفرض على كلا البلدين الأرستقراطيين ضخ تعصبهما الأعمى بكل ما أوتيا من قوة، تعصب الأرستقراطيين السعوديين ضد" الكفار "، وتعصب الأرستقراطيين الأمريكيين ضد الروس".
http://sputniknews.com/politics/20151225/1032312202/washington-riyadh-fuelling-global-jihad.html
---------------------
للاشتراك في قناة ترجمات عبر تيليجرام:
http://telegram.me/tarjamat
او متابعة مدونة قضايا على الرابط:
http://kathaya.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق