السبت، 23 أبريل 2016

قصف اليمن يصرف انتباه السعوديين عن مكافحة الإرهاب

بقلم: زيد الجيلاني
موقع انترسيبت الأمريكي
الجمعة 22 أبريل 2016

ترجمة: عبدالرحمن مطهر أبوطالب

شكك السيناتور كريس ميرفي في التزام السعودية بمحاربة تنظيمي القاعدة وداعش. جاء هذا في الوقت الذي يجتمع فيه الرئيس أوباما مع قادة دول الخليج في الرياض، وحذر ميرفي من أن الحرب في اليمن تلهي المملكة العربية السعودية عن العمليات العسكرية ضد المتطرفين.

يدافع البيت الأبيض عن المملكة العربية السعودية باعتبارها "شريك فعال في الأمن القومي". وردا على سؤال حول اليمن يوم الثلاثاء، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش ارنست ان "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية قد عملتا معا لممارسة الضغط على متآمري تنظيم القاعدة في اليمن".

ولكن في المناقشة التي جرت يوم الخميس في معهد بروكينغز حول العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، شكك ميرفي حيال التزام المملكة بمحاربة داعش وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في ضوء الحرب الدائرة في اليمن.

وقال ميرفي "النتيجة الواضحة لهذا الصراع... هو أنه خلق مساحة هائلة لتنامي القاعدة في جزيرة العرب التي تنمو اليوم في اليمن بشكل غير مسبوق بسبب رفض التحالف [ملاحقتهم]".

قدم ميرفي بالتعاون مع السيناتور راند بول من ولاية كنتاكي، في الأسبوع الماضي، مشروع قانون من شأنه أن يمنع نقل الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية ما لم تشهد وزارة الخارجية الأمريكية بأن المملكة "تتخذ جميع التدابير الضرورية" لاستهداف داعش و القاعدة في جزيرة العرب، والتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين.

شنت السعودية حملة جوية مدعومة من الولايات المتحدة في اليمن في مارس الماضي بعد أن قام المتمردين الحوثيين بتهديد حكم الرئيس الذي تدعمه السعودية. وطوال الحملة، احجمت القوات الجوية السعودية بشكل كبير عن استهداف القاعدة في جزيرة العرب، الذين أيضا يقاتلون الحوثيين.

القاعدة في جزيرة العرب هي فرع من تنظيم القاعدة الذي حاول تنفيذ عدة هجمات على الأراضي الأمريكية، بما فيها هجوم يوم عيد الميلاد والذي عرف بقضية "مفجر الملابس الداخلية". تقوم الولايات المتحدة باستخدام طائرات بدون طيار لملاحقة أعضاء القاعدة في جزيرة العرب منذ عام 2002، وقد أسفرت هذه الغارات - على نحو مثير للجدل - عن مقتل العديد من مواطني الولايات المتحدة في العملية . ووفقا لبيان صحفي صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، تسببت غارة جوية امريكية الشهر الماضي في قتل "العشرات" من "المقاتلين" في مناطق القاعدة في جزيرة العرب.

ونتيجة لتجاهل المملكة العربية السعودية للتوسع المتصاعد لتنظيم القاعدة، فقد نمت القاعدة في جزيرة العرب لتصبح قوة كبيرة في اليمن تسيطر على أراضي واسعة في جنوب البلاد، بما في ذلك ميناء المكلا الغني. وتجني القاعدة في جزيرة العرب ما بين 200 ألف و 5 ملايين دولار يوميا من الرسوم على السلع المستوردة، وفقا لتحقيق أجرته رويترز، كما استطاع التنظيم الحصول على 100 مليون دولار من الاستيلاء على البنوك المركزية باستخدام أسلوب شبيه بأساليب داعش.

وقال ميرفي "لم يسبق لنا على الإطلاق أن رأينا القاعدة في جزيرة العرب تملك من الأراضي والدخل بقدر ما تملكه الآن، ولا يوجد هناك الكثير من النقاش حول السبب في سماحنا لذلك بأن يستمر".

كما أن حملة القصف التي تقودها السعودية قد حرفت الموارد أيضا بعيدا عن جهود مكافحة داعش.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في الخريف الماضي أن أكثر الطائرات السعودية قد انتقلت من الحرب الجوية في سوريا - حيث كانت تتظاهر بقصف داعش - للقتال في اليمن. وقال الجنرال تشارلز براون قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الامريكية في جنوب غرب آسيا للصحيفة "لقد كانوا مشغولين جدا بأمور أخرى، فأصبحت اليمن هي أولويتهم".

لقد وفرت إدارة أوباما الأسلحة والدعم لقوات التحالف التي تقودها السعودية بشكل منتظم، ونتيجة لقيامها بشن الحرب في اليمن، فقد لقي الآلاف من المدنيين حتفهم في القتال، كما تم تدمير البنية التحتية والتاريخ المعماري للبلاد.

وقد أعرب ميرفي عن قلقة من أن يكون دعم الولايات المتحدة قد جاء في مقابل موافقة السعودية على الاتفاق النووي الإيراني.

وقال أيضا إن دعم الولايات المتحدة للحرب قد ألهب العداء الدائم تجاه الولايات المتحدة في أوساط الشعب اليمني.

وقال ميرفي "مشاركتنا في الحرب تكمن فقط في الصمت المطبق داخل الكونغرس الأمريكي وفي العاصمة واشنطن". وأضاف "لا يتم النظر في المنطقة لهذا الموقف الأمريكي باعتباره صمت على الإطلاق. سيقول لكم اليمنيين ان حملة القصف هذه ليست سعودية، بل أنها حملة قصف امريكية-سعودية".

فقد أظهر استطلاع للرأي نشر في وقت سابق من هذا الشهر أن 82 في المئة من اليمنيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 ينظرون لأمريكا الآن كعدو.

https://theintercept.com/2016/04/21/senator-says-bombing-yemen-is-distracting-saudis-from-fighting-terror/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق