بقلم: غلين كاري وديمة المشابي
الأحد 3 أبريل 2016
شبكة بلومبيرغ الأخبارية الأمريكية
ترجمة: عبد الرحمن أبوطالب
قال الأمير نائب ولي عهد المملكة العربية السعودية بأن الأطراف المتحاربة في اليمن صارت قريبة من حل الصراع الممتد منذ عام والذي أصبح رمزا لطموحات السياسة الخارجية الجديدة للمملكة.
وقال الأمير، البالغ من العمر 30 عاما، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع في المملكة في مقابلة مع بلومبرغ الأسبوع الماضي "هناك تقدم كبير في المفاوضات، ولدينا اتصالات جيدة مع الحوثيين، مع وفد يتواجد حاليا في الرياض". وأضاف بن سلمان "نحن ندفع لإتاحة تجسيد هذه الفرصة على أرض الواقع ولكن إذا انتكست الأمور فنحن جاهزون".
وجاءت الحرب لتكسو تحول التحركات الجيوسياسية في الشرق الأوسط نتيجةً لتبني المملكة العربية السعودية في ظل الملك الجديد وابنه الصاعد بقوة، أجندة إقليمية أكثر حزما شكلتها المخاوف من صعود إيران والشكوك حول تراجع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
ازاح المتمردون الحوثيون هادي حليف السعودية من السلطة العام الماضي قبل ترسيخ سيطرتهم على جزء كبير من اليمن. واتهمت السعودية إيران الشيعية - المنافس الرئيسي لها في المنطقة - بمساندة الهجوم كجزء من صراعها على النفوذ الإقليمي، وبدأت المملكة ومجموعة من الحلفاء السنّة حملة عسكرية لمواجهته في مارس 2015 .
انتقادات دولية
"تبدو المملكة العربية السعودية غير راغبة في تقديم ذلك النوع من القوات البرية التي قد ربما تكون مطلوبة لهزيمة الحوثيين" هذا ماقاله جيمس دورسي، وهو زميل بارز في الدراسات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة. وأضاف دورسي بأن هذا أحد الأسباب التي دفعت المملكة "للبحث عن حل تفاوضي". قائلا بأن "السعوديون قد اكتووا من الانتقادات الدولية حيال الطريقة التي أديرت بها الحرب".
اثني عشر شهرا من الغارات الجوية قتلت نحو 6000 شخص وشردت 2.4 مليون مواطن في أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية وفقا للأمم المتحدة. وقد اتاح القتال لكلا من تنظيمي داعش والقاعدة توسيع وجودهما في اليمن التي تقع إلى الجنوب من أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وخلال محادثة استمرت خمس ساعات مع شبكة أخبار بلومبرج الاسبوع المنصرم، عرض الأمير محمد بعض المواقف السياسية الإقليمية للمملكة العربية السعودية ووجهة نظره بشأن العلاقات السعودية الأمريكية. كما ناقش الأمير - صاحب الترتيب الثاني في ولاية العرش السعودي ووزير الدفاع في البلاد - ومساعديه أيضا جهود البلاد في إدارة التراجع الذي حدث العام الماضي في أسعار النفط وخطط لبيع أسهم في شركة أرامكو السعودية.
جهود السلام
أشعلت الحرب في اليمن المزيد من التوترات في الشرق الأوسط في الوقت الذي كانت فيه القوى الإقليمية الرئيسية - وتشمل السعودية وإيران - تقفان على طرفي نقيض في الصراعات الأخرى، بما فيها القتال المستمر منذ خمس سنوات وحتى الآن في سوريا. ووسط تصاعد القلق الدولي بشأن الإرهاب الإسلامي ونزوح اللاجئين الذي اجتاح أوروبا، فقد تم تكثيف الجهود العالمية لإنهاء القتال في ليبيا وسوريا واليمن.
وفي نيويورك، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن المقاتلين في اليمن قد وافقوا على وقف لإطلاق النار يبدأ في 10 ابريل والبدء في محادثات السلام في الكويت الأسبوع الذي يليه. غير أن القتال على الأرض لا يزال مستمرا. وكان المتمردين الحوثيين - الذين طالما اشتكوا من التهميش السياسي قبل الاستيلاء على العاصمة صنعاء - والمقاتلين المتحالفين معهم قد استعادوا سيطرتهم على الأراضي في محافظة تعز. وجاء ذلك بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت مع قوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المدعومة من السعودية.
ضغط إقليمي
بدأ التدخل العسكري السعودي في اليمن بعد شهرين من تعيين الأمير محمد وزيرا للدفاع. يُنظَر إلى حملة القصف التي تم دعمها في وقت لاحق بقوات برية محدودة كدليل واضح على اتخاذ أجندة سياسة خارجية أكثر تدخلا منذ أن أصبح والده الملك في يناير 2015.
ألغت المملكة المساعدات العسكرية إلى لبنان احتجاجا على ما وصفته بالبروز المتزايد لحركة حزب الله المدعوم من إيران هناك، وتواصل مطالبها بعزل الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه كجزء من أي اتفاق سلام. كما قدمت المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين مليارات الدولارات من المساعدات لدعم حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وبحسب المحللين، فإن هذا الموقف المتصلب قد تولد نتيجة للشعور المتزايد في الشرق الأوسط من أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة قد تحولت. ففي حين لا تزال التحالفات التقليدية قوية مع الدول السنية بقيادة المملكة العربية السعودية، إلا أن إصرار واشنطن على التوصل الى اتفاق نووي مع إيران قد أزعج الكثيرين.
النفط مقابل الأمن
وصف الأمير الشراكة بين المملكة العربية السعودية و الولايات المتحدة بأنها "ضخمة" ليس النفط فيها "سوى جزء صغير". وامتنع عن التعليق عن السباق الرئاسي الأمريكي قائلا "نحن لا نتدخل في الانتخابات في أي بلد آخر".
لاتزال امريكا والأسرة السعودية الحاكمة شركاء استراتيجيين منذ التقى الرئيس فرانكلين روزفلت بالملك عبد العزيز آل سعود - جد الأمير محمد، ومؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة - على متن حاملة الطائرات كوينسي في عام 1945. حيث شكّل مبدأ النفط مقابل الأمن، أساس العلاقة بين البلدين.
أما الآن، فقد تم اختبار الروابط بين البلدين من خلال الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط منذ عام 2011، حيث برزت الاختلافات حول كيفية التجاوب مع الحرب الأهلية في سوريا - والتي وصفها الأمير محمد بأنها "معقدة للغاية" - وكذلك الاضطرابات السياسية في مصر. كما أن زيادة النفط الصخري في الولايات المتحدة قد فاقم مخاوف السعودية من أن أمريكا قد أصبحت أقل اهتماما بالمنطقة.
"أمريكا هي شرطي العالم، وليس الشرق الأوسط فقط" قالها الأمير وهو متكئا على مكتبه في المجمع الملكي في الرياض. وأضاف " أمريكا هي الدولة رقم واحد في العالم، ونحن نعتبر أنفسنا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ونرى أمريكا كحليف لنا".
http://www.bloomberg.com/news/articles/2016-04-03/saudi-prince-sees-significant-progress-toward-yemen-war-end-imkk92vu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق