معهد قلوبال سيرش الكندي للدراسات.
الأثنين 25 أبريل 2016.
ترجمة: عبدالرحمن مطهر أبوطالب
نشرت صحيفة الواشنطن بوست، في الوقت المناسب، مادة صحفية تبحث في كيف يوزع السعوديين الرشوة يمينا ويسارا وفي كل مكان. وأشار المقال إلى أن الحكومة السعودية تملك شبكة واسعة من شركات العلاقات العامة، ومجموعات الضغط (اللوبي) داخل الولايات المتحدة. حيث أنفقت السعودية الملايين من الدولارات في شركات محاماة وعلاقات عامة وغيرها، وذلك لفرض نفوذها أمام كلّ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة لاسيما في هذا التوقيت الحرج.
وذكرت الصحيفة أن المملكة تعاقدت في عام 2015 وحدة مع خمس شركات متخصصة في العلاقات العامة وتشكيل مجموعات الضغط، في إشارة إلى تركيزها على تحسين العلاقات مع واشنطن. تقوم هذه الشركات أيضا بتنسيق الاجتماعات بين المسؤولين السعوديين ورجال الأعمال ووسائل الإعلام الأمريكية.
تمكن السعوديين من الحصول على بعض الضجة الإعلامية بسبب أموالهم. حيث نشرت صحيفة النيويورك تايمز في عددها الاخير يوم السبت مقالا تناول بوضوح جانبا لطيفا من المملكة تحت عنوان "الفن يغذي واحة الإبداع في المملكة العربية السعودية المحافظة". كما يملك اولئك التافهون في معهد بروكينغز الرغبة الدائمة في أخذ المال الخليجي، لذلك تجدهم ينشرون تقريرا بعنوان " لماذا لاتزال الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تحتاجان لبعضهما البعض". مجلة النيوز ويك هي الأخرى لم تستطع أيضا مقاومة الرشوة السعودية فنشرت مقالا بعنوان "لنتعلم كيف نحب السعوديين".
واليوم فقط، برزت ثلاث مواد صحفية دفع لها ثمنا جيدا، ويمكن ملاحظة كيف انها تشترك في نفس الموضوع بغرض تشكيل ضغط عبر الرأي العام. فقد نشرت صحيفة الديلي بيست مقالا بعنوان "البينتاغون: لاتقاضوا السعودية عن احداث 11/09" جاء فيه أن السعودية قد تكون عززت الفكر السام لتنظيم القاعدة، لكنها اليوم أهم حليف ضد الارهاب سيسمح للأميركيين العاديين بجعل المملكة تدفع الثمن.
كما نشرت صحيفة الفورين بوليسي مقالا بعنوان "المملكة العربية السعودية الحليف القوي لأمريكا" أشار فيه الكاتب إلى أن طهران تواصل زرع الإرهاب المناهض للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، في حين تعتبر الرياض مفتاح الاستقرار في المنطقة، وبأن هذا ليس الوقت المناسب للإبتعاد عن آل سعود.
أما السي بي اس نيوز فقد نشرت مقالا تحت عنوان "المسؤولين السعوديين يستقبلون أوباما استقبالا باردا في الرياض" جاء فيه أن السعوديون غاضبون بشكل خاص إزاء اتفاق إيران النووي، وأنهم يعتقدون أن الرئيس الأمريكي المقبل - سواء كانت هيلاري كلينتون أو حتى دونالد ترامب - هو فقط من سيكون قادرا على استعادة مكانة السعودية كحليف أمريكا الرئيسي في الشرق الأوسط.
لكن الصفقة الأكبر حتى الآن كانت من نصيب وكالة بلومبرغ التي فرطت في شرف مجلة بيزنس ويك التابعة لها في عددها الأخير في مايو بنشرها لصورة الأمير السعودي على غلافها مذيلة بعنوان حول مشروع قيمته 2 تريليون دولار لتحويل الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط. لقد كانت مقابلة مدتها ثمان ساعات لم يسبق لها مثيل مع الأمير محمد بن سلمان "سيد كل شيء". وبحسب الأمير محمد، فإن الولايات المتحدة ستجد بأن المملكة هي الحليف الملائم على المدى الطويل في منطقة الشرق الأوسط الذي تسوده الفوضى.
إن العائلة السعودية منظمة إجرامية لم يقتصر فسادها على نفسها فقط، لكنها تفسد الآخرين على نطاق واسع. يقدمون الرشاوي للآخرين لكي يشركوهم في جرائمهم بغض النظر عن مدى بشاعتها. يتضح هذا بجلاء في مقالات الضغط والتوجية المذكورة أعلاه.
في عام 2014، قام الاستشاريون في شركة كورفيس للعلاقات العامة بتطوير محتوى صفحات السفارات السعودية في موقع يوتيوب وتويتر، وتولت مسؤلية تشغيل حساب تويتر الخاص بتحالف المعارضة السورية.
السعوديون هم المصدر الرئيسي للمال وراء الحرب على سوريا. وهم من قام ببناء داعش والقاعدة، ليس فقط في سوريا، بل أيضا في اليمن وأماكن أخرى. وقد اعترف بذلك وزير الخارجية السعودي السابق يوم أمس في صحيفة الفاينانشال تايمز.
حيث احتج وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل في رده على جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، بالقول أن "داعش تمثل ردنا نحن [السنة] على دعمكم الواضح للحزب الاسلامي الشيعي الحاكم في العراق والموالي لإيران.
في الأخير، يجب النظر لكل من يقوم بالتلميع الزائف للسعودية باعتباره أحد الأعداء.
http://www.globalresearch.ca/when-media-shill-for-saudi-money/5521684
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق