بقلم: هيئة التحرير
الجمعة 1 أبريل 2016
صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية
ترجمة: عبد الرحمن أبوطالب
بعد عام من الحرب الأهلية، هناك بصيص من الأمل حيال المعاناة الطويلة لليمن. فقد وافقت القوى الرئيسية المتناحرة في اليمن والمتمثلة في المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة من السعودية، على وقف لإطلاق النار ابتداء من 10 أبريل، وتعتزم الأمم المتحدة احياء محادثات السلام بعد اسبوع من وقف إطلاق النار.
قالت السعودية أنها تبحث عن وسيلة للخروج من الحرب، ولكن يبقى السؤال الكبير هو فيما إذا كان بمقدور القادة السعوديين والحوثيين الإتفاق على حل سياسي. وفي استعراض لحسن النوايا، أتم الجانبان صفقة لتبادل الأسرى شملت تسعة سعوديين و 109 من اليمنيين.
كان الصراع كارثيا بالنسبة لليمن، ولكنه أيضا كان كارثيا بالنسبة للمنطقة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة التي دعمت التدخل العسكري السعودي التي تقول عنه جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة أنه أسفر عن ارتكاب جرائم حرب. نحتاج الآن لوضع حد لهذا الصراع.
بدأ التحالف الذي تقوده السعودية، والمشكل من الدول العربية التي تقطنها أغلبية سنية، حربه الجوية قبل عام بهدف هزيمة الحوثيين - وهي جماعة شيعية - وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أطاح به المتمردون من السلطة. ومع أن الرئيس أوباما كان مترددا في البداية، إلا أنه وافق على دعم جهود التحالف من خلال تزويده بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة ورحلات تزويد الطائرات بالوقود.
قرر السعوديين في ضل الملك الجديد ووزير الدفاع عديم الخبرة القيام بفعل مباشر ضد قوات إيران الشيعية لأنهم كانوا يخشون من ان طهران تكتسب نفوذا في المنطقة. وعلى الرغم من تضخيم السعوديين للدور الإيراني، إلا أن السيد أوباما على ما يبدو قد شعر أنه كان من الضروري تقديم الدعم لهم، ربما في سبيل تهدئة الغضب السعودي على الاتفاق النووي الايراني.
تكلفة هذه الحرب بالوكالة مذهلة. حيث قالت منظمة الصحة العالمية هذا الاسبوع ان اكثر من 6200 شخص قد قتلوا، نصفهم تقريبا من المدنيين، وبأن أكثر من 30000 أصيبوا بجروح. وقالت اليونيسيف يوم الثلاثاء أن 934 طفلا على الأقل قد قتلوا وأصيب 1356. وهناك أكثر من 80 بالمائة من سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليون نسمة بحاجة إلى المعونات الإنسانية.
هناك العديد من التقارير عن انتهاكات الحوثيين، لكن مسؤول الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش وغيرهم يقولون أن غالبية القتلى من المدنيين كانوا بسبب الغارات الجوية العشوائية من قبل قوات التحالف السعودي. لقد تم تدمير المدارس والمستشفيات وإمدادات الكهرباء والمياه. كما قتل في الشهر الماضي 106 شخصا في سوق مزدحمة نتيجة قصف جوي للتحالف.
قالت لجنة الأمم المتحدة في يناير أن 119 طلعة جوية من التي قام بها التحالف قد انتهكت القانون الدولي. ودعت إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف. ولكن بعد أن قللت الولايات المتحدة وبريطانيا من هذه المخاوف - وهما الداعمان للسعودية في الحرب والمزودان للأسلحة - اختار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء تحقيق وطني بقيادة يمنية، والتي لن تكون محايدة.
الآن، وعلى الرغم من كل شيء، يجري بناء الدعوات لإنهاء الصراع حيث وافق البرلمان الأوروبي مؤخرا على قرار غير ملزم يدعو الى إيقاف صادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع ان يجتمع وزير الخارجية جون كيري قريبا مع وزراء خارجية دول الخليج العربي. إذا كان بمقدور كيري التأكد من أن دول الخليج تمضي قدما في وقف إطلاق النار، فقد يكون هناك فرصة لانهاء الصراع الذي ذبح المدنيين وشوه سمعة أميركا، وتحويل الموارد نحو محاربة الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.
http://mobile.nytimes.com/2016/04/01/opinion/hints-of-an-end-to-the-fighting-in-yemen.html?referer=https://www.google.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق