الخميس، 31 مارس 2016

تغيرات في مسار الصراع اليمني

بقلم: تشارليز شميتز
معهد دراسات الشرق الأوسط - واشنطن
الثلاثاء 29 مارس 2016

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

قبل أيام فقط من حلول الذكرى السنوية الأولى للحملة الجوية السعودية على اليمن يوم 26 مارس، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، ولد الشيخ، عن وقف لاطلاق النار سيبدأ في 10 أبريل تليه جولة ثالثة من المحادثات بين الفصائل اليمنية المتصارعة في 18 أبريل. وتحضى هذه الجولة من المحادثات بفرصة أفضل للنجاح من المحاولات السابقة. فقد أصر تحالف الحوثي وصالح طويلا على وقف إطلاق النار بشكل كامل ونهائي قبل المضي قدما في أي مفاوضات، حيث لم يتم التقيد أبدا باعلان وقف إطلاق النار خلال المحاولات السابقة من المحادثات ولم يحدث فيها اي تقدم. هذه المرة، أدت المحادثات المباشرة بين الحوثيين والسعوديين على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية ليس فقط لوقف إطلاق النار بشكل غير رسمي على طول الحدود اليمنية-السعودية والتي تم تعليقها، بل أدت أيضا إلى نوع من التطبيع تمثل في الفرق العسكرية المشتركة لنزع الألغام، وفتح الحدود بشكل محدود لعبور  الأشخاص والبضائع، كما لوحظ أن السعوديين كانوا قد أرسلوا في وقت سابق من هذا الشهر شحنة كبيرة من إمدادات الإغاثة إلى صعدة، معقل الحوثيين. وفيما يبدوا أنه قد يكون جزء من الصفقة، أصدر زعيم الحوثيين بيان بعد أسبوع طلب فيه من الإيرانيين عدم التدخل في الشؤون اليمنية. هذا التحول المفاجئ للأحداث في صعدة هو بالتأكيد موضع ترحيب، لكنه في نفس الوقت يثير أسئلة أكثر من الأجوبة حول مستقبل اليمن.

نهاية تحالف الحوثي وصالح؟

التسائل الأكثر إلحاحا الذي أثاره وقف إطلاق النار هو دور الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتحالفه مع الحوثيين. فوقف إطلاق النار الغير الرسمي هو بين الحوثيين والسعوديين، وفقط على طول الحدود. حيث لا تزال المعارك الضارية مستعرة كثيرا في بقية اليمن.

من الذي كسب الحرب؟

يبقى التوازن الحقيقي للقوات العسكرية في اليمن غير معروف أيضا. حيث يقول أنصار هادي والتحالف السعودي أن قوات الحوثيين وصالح باتت قريبة من الهزيمة. تقترب القوات اليمنية في الصحراء الشرقية صوب صنعاء ببطء، ولم تشهد قوات الحوثيين وصالح تقدما ملحوظا، هناك فقط تراجع بطيء منذ بدأت الحملة السعودية. لكن كثيرين آخرين، بينهم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، يقولون ان صالح والحوثيين مستعدون جيدا لحرب طويلة في أرضهم ووسط مناطقهم الجبلية ضد تحالف منقسم وسيء التحضير للقوات اليمنية جرى جمعة وترقيعة تحت القيادة الغير كفؤة لهادي، وبأن السعوديين قد لحقتهم خسائر فادحة على طول الحدود.

الاقتتال الداخلي في تحالف هادي.

عدم قدرة القوات الموالية لهادي في تأمين تعز منذ الإستيلاء على عدن قبل ثمانية أشهر تقريبا قد يكون أيضا نتيجة للنزاعات في فصيل هادي .

حيث ظهرت ايضا السياسات المشاكسة لتحالف هادي في بيان بثه الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، على شريط فيديو في ذكرى الحملة السعودية. قال فيه أنه إذا نجحت المفاوضات في التوصل إلى تسوية سياسية، وإذا هدأت المخاوف الأمنية للخليج، فلا بد من الاعتراف بالتطلعات الجنوبية الرامية إلى الاستقلال عن الشمال.

تركيز جديد على تنظيم القاعدة وداعش؟

كانت الولايات المتحدة تستهدف في السابق قادة تنظيم القاعدة فقط، لكن الهجوم على المكلا يشير إلى تكتيك جديد يستهدف الهجوم على البنية التحتية وجنود المشاة التابعين للتنظيم.

لم يتم مهاجمة القاعدة خلال الحملة الجوية السعودية، حيث زعم القادة السعوديين أنه سيتم التعامل مع القاعدة في وقت لاحق، وذلك عندما تكون هناك حكومة شرعية في صنعاء. غير أن توسع تنظيم القاعدة وعدم قدرة حكومة هادي على تعزيز السيطرة أو حتى التماسك السياسي في أي مكان في الجنوب، يبدو أنه قد قاد السعوديين إلى إعادة النظر.

إذا كان هناك مصداقية في ادعاءات البيض، فقد استطاع الرئيس عبد ربه منصور هادي التغلب عليه بأن جعل إدعاءه بأن اليمن وبعد عام كامل من عمليات التحالف اصبحت أكثر أمنا، إدعاء أقل مصداقية من إدعاء البيض إلى حد بعيد. فنتيجة للمخاوف الأمنية، أصبح هادي لاجئ في الرياض يقوم بزيارة اليمن في مناسبات نادرة يكون فيها سجينا في قصر المعاشيق الذي يخضع لحراسة مشددة في عدن. وانطلاقا من المخاوف الأمنية، يبدو أن السعودية والإمارات قد خلصتا إلى أنهما تحتاجان لتحويل تركيزهما من الحرب ضد الحوثيين وصالح إلى الحرب ضد داعش والقاعدة. هادي قد يكون الخاسر الأكبر في المحادثات. يتمسك السعوديون بهادي لأنه يمثل خيط رفيع من الشرعية السياسية، ولكن اذا كانت المحادثات بين السعوديين والأطراف الأخرى في اليمن هي الأساس في وقف إطلاق النار، فلن تكون هناك حاجة إلى هذا الخيط الرفيع. وعلى أقل تقدير، سيصبح هادي رئيسا رمزيا للدولة لفترة قصيرة ريثما يقوم الناس من خارج حكومته بتحديد مستقبل اليمن.

http://www.mei.edu/content/article/yemen%E2%80%99s-conflict-changes-course

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق