السبت، 12 مارس 2016

السبب وراء عدم اهتمام العالم بشؤون اللاجئين اليمنيين.

بقلم: جوستين صالحاني
الأربعاء 9 مارس 2016
موقع ثينك بروسيس الأمريكي

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

لقد أدى عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى موجة من النزوح الجماعي خلال العام الماضي، حيث تلقت أوروبا أكثر من 1.3 مليون طلب لجوء في عام 2015. وقد جائت الأغلبية الساحقة من اللاجئين وطالبي اللجوء من سوريا وأفغانستان والعراق، لكن هناك بلد غارق حاليا في الحرب ومع ذلك لم يظهر لاجئون منه في قائمة أكثر عشر جنسيات دخلت الإتحاد الأوروبي طلبا للجوء، هذا البلد هو اليمن.

يبلغ عدد سكان اليمن أكثر من 26 مليون نسمة وهي أفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط. لقد وضع المجتمع الدولي الحرب في اليمن تحت المجهر بعد مزاعم بقيام حملة القصف التي تقودها السعودية بالضرب العشوائي دون تمييز للمناطق المدنية. وتقول تقديرات متحفظة أن ما يقرب من 6000 شخص قد قتلوا جراء القصف، نصفهم من المدنيين. كما يفرض السعوديون أيضا حصارا بحريا وقاموا بنشر قوات برية لمواجهة المتمردين الحوثيين وهم مجموعة من الشيعة الزيدية يعارضون الحكومة المركزية الضعيفة كانوا قد تمكنوا من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي اليمنية قبل التدخل السعودي.

شردت الحرب في اليمن نحو 2.4 مليون يمني وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين، معظمهم نازحين في الداخل. كما فر أكثر  من 170 ألف شخص إلى خارج البلاد معظمهم من الأجانب. وبدلا من التوجه إلى أوروبا، آثر اليمنيون الذهاب إلى جيبوتي والصومال والسودان وإثيوبيا، بحسب ماذكرت وكالة رويترز. كما فر العديد أيضا إلى سلطنة عمان حتى أن البعض فر إلى المملكة العربية السعودية، ذلك البلد الجار الذي يقصفهم.

من المرجح أيضا أن يكون عدم وجود لاجئين يمنيين في أوروبا هو أحد الأسباب وراء لامبالاة المجتمع الدولي حيال الصراع هناك. من السخرية وجود هذه اللامبالاة المحيطة باللاجئين اليمنيين نظرا لتاريخ اليمن المشرف في استقبال طالبي اللجوء.

فقد ذكرت مفوضية اللاجئين في نشرتها الشهرية الصادرة في ديسمبر 2015 أنه "على الرغم من أن اليمن تعد أفقر دول الخليج، إلا أنها تميزت في المنطقة بكرمها تجاه اللاجئين". واضافت المفوضية "اليمن هي الدولة الوحيدة في الجزيرة العربية التي وقعت على اتفاقية اللاجئين في عام 1951 وبروتوكولها الصادر عام 1967".

يمكن أن نعزو جزء من السبب في عدم نزوح اليمنيين بأعداد كبيرة خارج البلاد إلى الموقع الجغرافي لليمن. فاليمن محاطة بالمحيط والصحراء وبإثنين فقط من الجيران المباشرين هما السعودية وعمان. لايملك اليمنين منافذ سهله للخروج على الرغم من أن الرياض سمحت بالفعل للمقيمين الآن في المملكة بالبقاء فيها حسبما ذكرت رويترز الاربعاء. "هناك في أحسن الأحوال رحلات غير منتظمة للخارج. والملاذات السابقة مثل الأردن تطالب الآن بالتأشيرات وتضع شروط صعبة لدخولها".

يقول عبدالله مجيب الناطق اليمني بإسم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لرويترز "لايملك الناس حقا الشجاعة أو الوسائل والموارد للقيام بذلك". وأضاف "اعتقد انهم لايملكون إلا التعايش مع واقعهم. فهم محاصرون وسيضلون محاصرين حتى تقر الأطراف المتحاربة أن اليمنيين يستحقون حياة أفضل في سلام في بلادهم".

أحد أكثر الطرق الشائكة للخروج من البلاد هي من خلال رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر، و بدلا من أن تتخذ السفينة المتهالكة طريقا إلى أوروبا، فإن قوارب المغادرين من اليمن غالبا ما تنتهي في جيبوتي.

تقول اليمنية خلود العبسي 27 عام لرويترز "الأمر خطير جدا، لذلك أعتقد أنه من الأفضل لي أن أموت في بيتي من أن أموت بعيدا".

http://thinkprogress.org/world/2016/03/09/3758206/yemen-refugees/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق