الأربعاء، 30 مارس 2016

وجهة نظر الجارديان في حرب اليمن: عام من الخزي.

افتتاحية صحيفة الجارديان البريطانية
الثلاثاء 29 مارس 2016

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

في الذكرى السنوية الأولى للحرب التي دمرت اليمن، تظاهر الآلاف نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة صنعاء للاحتجاج ضد التحالف الذي تقوده السعودية والذي ينفذ غارات جوية يومية أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين. انطلق التدخل العسكري في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها في  مارس 2015 لهدفين رئيسيين هما اعادة الرئيس المخلوع هادي ودفع المتمردين الشيعة الحوثيين للخروج من العاصمة. مضى عام كامل ولم يتم تحقيق أيا من هذه الأهداف.

خروج هذا العدد الكبير من الناس الى الشوارع في بلد كهذا مزقته الحرب هو حدث يحمل في طياته الكثير عن مدى اليأس الذي وصل إليه اليمنيين. لقد كانت مظاهرة اليمنيين رسالة إلى العالم الخارجي الذي ينظر نحو اليمن بلامبالاه مطلقة. حيث اضطر أكثر من 2.4 مليون شخص للنزوح عن منازلهم ولقي 6000 مصرعهم، نصفهم من المدنيين، بالإضافة إلى أن 80% من السكان يحتاجون للمساعدة الإنسانية. وكانت اليونيسيف قد صرحت يوم أمس أن مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين يواجهون سوء التغذية. كما أن النقص الحاد والشديد في الغذاء والكهرباء يزداد سوء بسبب الحصار الذي يفرضة التحالف السعودي على أجزاء من البلاد. علاوة على قيام كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب.

أصبحت اليمن ساحة حرب بالوكالة نتيجة التنافس الجيوسياسي الممتد في الشرق الأوسط بين إيران والمملكة العربية السعودية. ونتيجة لهذا السبب، ستمثل هذه الحرب خطرا متصاعدا ما لم يتم اتخاذ إجراءات دولية محددة حيالها. لقد أثمرت قليلا محاولات الأمم المتحدة للتوسط في محادثات السلام، واستقرت الآمال الآن على إمكانية وقف إطلاق النار في 10 ابريل المقبل. يجب بالتأكيد أن تكون هناك الآن إجراءات محددة تنطوي على قيام الداعمين الدوليين بالضغط على التحالف السعودي ودعوة طهران لضبط النفس.

منذ سنة وحتى الآن، واصلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السماح بتصدير الأسلحة للسعوديين على الرغم من انتهاكاتهم العديدة لقوانين الحرب في اليمن. هذه السياسة تجعل هذه الدول الغربية متورطة في بعض الجرائم التي ارتكبت، لأسباب ليس أقلها أنها لم تفعل شيئا لمحاولة وضع حد لهذه الجرائم. كما لم تدعم هذه الدول ايضا إنشاء لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق والتي كان بمقدورها تسليط الضوء على الأحداث والمسؤوليات. بالإضافة إلى تجاهل هذه الدول للدعوات التي وجهتها منظمات حقوق الإنسان بحضر الأسلحة على المملكة العربية السعودية. وبما أن الأمم المتحدة مشلولة بشأن هذه القضية، كان من المؤكد أن هذا هو الوقت الذي يتعين فيه على الاتحاد الأوروبي التصرف، وهو بالفعل ما قدمه البرلمان الأوروبي الذي قرر حضر توريد الأسلحة للسعودية.

قد يبدو أن اليمن بعيدة وأنه يصعب فهم حربها. ولكن مثل هذا التفكير لايقدم شيئا على الإطلاق لمساعدة سكانها المحاصرين. لم تجذب الحرب في اليمن اهتماما عالميا كبيرا مقارنة بالصراعات الأخرى في الشرق الأوسط التي كان للكثير منها أثرا مباشرا وكبيرا على أوروبا. لم يعد من الممكن غض الطرف عن ما يحدث في اليمن ولا يمكن أن يدوم هذا التغاضي، ليس فقط لأن الجماعات الإرهابية الجهادية تحصل بشكل متزايد على موطئ قدم هناك مستفيدة من الفوضى الإقليمية من أجل تشكيل قاعدة لعمليات أبعد من ذلك، و ربما تمتد إلى أوروبا.

في نهاية المطاف، فإن حقيقة أن العديد من الحكومات الغربية قد وقعت بعمق في شراك الحرب تعني أنها يجب أن تكون مشتركة أيضا في عواقبها. قد لاتكون تصرفات الحكومات الغربية المتمثلة في دعم أحد أطراف الصراع بالسلاح هي السبب الوحيد للحرب التي تعتبر في الأساس حربا محلية وإقليمية. غير أنه لايمكن تجاهل تأثير هذه الأسلحة الغربية وغيرها من أشكال الدعم. وهنا تكمن إحدى السياسات الغربية التي من الممكن بل ومن الواجب تغييرها بسرعة قبل ان تصبح الامور أكثر سوء.

http://www.theguardian.com/commentisfree/2016/mar/29/the-guardian-view-on-yemens-war-a-year-of-living-shamefully

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق