الثلاثاء، 29 مارس 2016

عام مضى، ولاتزال الحرب المروعة على اليمن مستمرة.

بقلم: دانيال لاريسون
الجمعة 25 مارس 2016
موقع اميركان كونزيرفيتيف الأمريكي

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، قامت صحيفة وول ستريت جورنال، بكل كرم ولطف، بمنح السفير السعودي منبرا لتكرار الدعاية الإعلامية لحكومته.

حيث كرر السفير كل الأكاذيب المعتادة وأنصاف الحقائق التي قالها السعوديون وحلفائهم على مدار العام الماضي. لم يؤدي التدخل في اليمن إلى "استعادة الاستقرار" على الإطلاق، بل أنه تسبب في عكس ذلك تماما من خلال تصعيد وتدويل الصراع اليمني الداخلي. كما أن دور إيران في الصراع ضل بسيطا على الدوام، لقد نصحت إيران الحوثيين بعدم الاستيلاء على العاصمة. ولأن الحوثيين لا يجيبون على طهران، فقد تجاهلوا هذه النصيحة. تأطير الحرب التي تقودها السعودية على أنها معركة ضد توسع النفوذ الإيراني يعتبر تشويها متعمدا لحقيقة التدخل من جانب السعوديين وحلفائهم، وقد نجح هذا التأطير المشوه في جعل العديد من الحكومات الغربية ترى بأن القصف بقيادة السعودية وغزو البلاد يأتي كرد فعل مبرر، بدلا من اعتباره عملا عدائيا وغير ضروري كما هي حقيقته.

كما ذكر السفير السعودي أيضا تنامي قوة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، لكنه حرّف الأسباب وراء قدرتها على التجنيد والتوسع. ففي حين ركز السعوديين وحلفائهم على محاربة الحوثيين، إلا أنهم تجاهلوا القاعدة في جزيرة العرب وسمحوا لها بالاستيلاء على مزيد من الاراضي في جنوب البلاد. لقد أدت حملة "استعادة الاستقرار" إلى تمكين الجماعات الجهادية مباشرة، وتفيد بعض التقارير من هناك بأن القاعدة في جزيرة العرب نسقت أحيانا مع قوات على الأرض مدعومة من التحالف السعودي. ومع تصاعد التوترات الطائفية، قام السعوديون وحلفائهم بتأجيج المشاعر المعادية للشيعة، على الأقل منذ بدء الحرب.

بطبيعة الحال، لم يكن لدى السفير ما يقوله عن سقوط ضحايا من المدنيين خلال حملة القصف التي ينفذها التحالف، حيث قالت الامم المتحدة في عدة مناسبات أن هذه الحملة هي المسؤولة عن معظم الضحايا المدنيين في الحرب.

وقد دفع نمط الهجمات التي قام بها التحالف على أهداف مدنية بعض منظمات حقوق الإنسان إلى القول بأن التحالف الذي تقوده السعودية قد يكون مذنبا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ولهذا، كان السفير كاذبا بشكل فاضح حين قال:

"إن المملكة العربية السعودية تعمل مع حلفائها لاتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين والطواقم الطبية والمنظمات الإنسانية والصحفيين في اليمن".

لا شيء من هذا الكلام صحيح. فقد قصف السعوديين وحلفائهم "مرارا وتكرارا" أهدافا مدنية في أماكن لا توجد فيها أهداف عسكرية مشروعة. بل أنهم أعلنوا - بشكل غير شرعي - أن محافظة صعدة بأكملها تعد هدفا عسكري. ومنذ ذلك الحين، قصف التحالف المحافظة بشكل عشوائي مسببا آثارا مدمرة على السكان المدنيين هناك.

سيكون من الدقة أكثر أن نقول أن السعوديين وحلفائهم لم يتخذوا أي احتياطات لحماية أيا من المجموعات المذكورة في كلام السفير أعلاه، ومن المستحيل تفويت النتائج الرهيبة لهذا التهور.

كما أغفل السفير أيضا الإشارة إلى الأزمة الإنسانية الخطيرة الناجمة بشكل كبير عن الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن. عواقب ذلك الحصار شديدة وتزداد سوء كلما طال أمد الحرب.

الدور الذي يقوم به التحالف في تجويع السكان المدنيين وحرمانهم من الضروريات الأساسية نتيجة الحصار، هو احد أقل الجوانب التي حضيت بالتغطية والإنتباه في الحرب، مع أن هذا الجانب هو السبب في الضرر الأكبر على الشعب اليمني.

وبالنظر إلى الأدلة القوية على جرائم الحرب التي ارتكبها السعوديون وحلفائهم في اليمن، فإني لم اتفاجأ من أن السفير السعودي لا يريد أن يعترف بما قامت به قوات التحالف. لكن المثير للاشمئزاز أن يتم إعطاءه منصة بارزة في وسائل الإعلام الأمريكية لتعزيز دعاية حكومته. جرت العادة أن تتجاهل وسائل الإعلام الأمريكية الحرب، وهذا في حد ذاته أمر سيئ بما فيه الكفاية. ولكن الأسوأ من ذلك أنها حين تولي اهتماما لهذه الحرب فإن ذلك يكون فقط لإعطاء الحكومة السعودية فرصة لتكرار أكاذيبها.

لايوجد هناك جرم أكبر من إعطاء الحكومة السعودية منبرا لبث أكاذيبها إلا القرار المشين الذي اتخذته إدارة أوباما قبل عام بتوفير الوقود والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية لمساعدة السعوديين وحلفائهم في حرب غير ضرورية ولا يمكن تبريرها. وعلى الرغم من وجود أدلة وافرة عن جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد قليل من الحكومات الغربية الأخرى واصلت تسليح التحالف ودعم جهودة. كان هناك العديد من الفرص منذ ذلك الحين لوقف دعم الولايات المتحدة للحرب، ولكن ذلك لم يحدث. وبدلا من ذلك، أشاد المسؤولون الأمريكيون بالحكومات المشاركة في التحالف وتفاخروا بأن الولايات المتحدة تقف معهم. يستمر دعم الولايات المتحدة للحرب التي تقودها السعودية على اليمن ليكون ذلك الدعم وصمة عار على بلادنا، وخصوصا على الرئيس الذي وافق على هذا الدعم وأجازه.

http://www.theamericanconservative.com/larison/one-year-on-the-appalling-war-on-yemen-continues/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق