كريم فهمي - نيويورك تايمز
الإثنين 9 نوفمبر 2015
ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب
القاهرة - قال محامو سجين أمريكي معتقل في العاصمة اليمنية أن موكلهم يمكن أن يحكم عليه بالإعدام بتهمة القتل في الجلسة المقبلة المقرر عقدها يوم الأربعاء على الرغم من صعوبة إجراء محاكمة خلال الحرب الأهلية في اليمن.
سُمِح للسجين (شريف موبلي) وهو من ولاية نيو جيرسي بإجراء مكالمة هاتفية مقتضبة أواخر الشهر الماضي لمحاموه في لندن أخبرهم فيها بأن السجن الذي كان محتجزا فيه في العاصمة صنعاء قد تعرض لغارات جوية و انه تعرض للضرب مرارا أثناء احتجازه.
وقد وقف السيد موبلي أمام قاض في أكتوبر دون محام ويقال أن الحكم يمكن أن يمرر في جلسة الاستماع المقبلة للمحكمة.
"إنهم ذاهبون في نطق الحكم دون أن تكون لي القدرة على الدفاع عن نفسي " هذا ما قاله السيد موبلي لمحاموه في ريبريف، وهي منظمة دولية لحقوق الإنسان، وفقا لتسجيل المكالمة الذي قدمته المنظمة. وقال نمر الشبيبي أحد محققي ريبريف يوم الاثنين ان المنظمة قد وجدت محام محلي لتمثيل السيد موبلي في جلسة الاستماع المقبلة، ولكنهم لا يزالون يشعرون بالقلق من أن القاضي يمكن أن يتجه مباشرة إلى النطق بالحكم في حق موكلهم بدون محاكمة.
وقد ألقي القبض على السيد موبلي في يناير عام 2010 في حملة استهدفت مسلحين مشتبه بارتبطهم بالفرع اليمني لتنظيم القاعدة وتم محاكمته في وقت لاحق بتهمة القتل بعد اتهامه بقتل أحد حراس المستشفى أثناء محاولته للهرب. موبلي واحد من عدة سجناء أمريكيين محتجزين في اليمن.
ومنذ اندلاع الحرب في مارس بين المتمردين الحوثيين والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية والتي تساند الحكومة اليمنية في المنفى، نجحت المفاوضات التي أجرتها الولايات المتحدة في إطلاق سراح ثلاثة محتجزين أميركيين على الأقل في اليمن. ويعتقد أن هناك مواطن أميركي آخر على الأقل بالإضافة إلى السيد موبلي لايزالون في السجن .
وقال السيد الشبيبي أن آخر زيارة قام بها مسؤول أميركي للسيد موبلي كانت في ديسمبر 2014. كما ذكر أنه في الأشهر السبعة الماضية قامت منظمته بإرسال عدة رسائل إلى إدارة أوباما محذرة من أن السجن الذي يحتجز فيه السيد موبلي يمكن استهدافه من قبل الطائرات الحربية للتحالف و "مناشدا توفير المساعدة الأساسية". علما أن الولايات المتحدة تقدم الدعم العسكري لقوات التحالف التي تقودها السعودية.
وقال السيد الشبيبي أن المنظمة تلقت ردود "روتينية" من الحكومة الأمريكية ورسالة واحدة من وزارة الخارجية تتسائل فيها "هل لا يزال شريف في اليمن؟" ولم ترد وزارة الخارجية فورا على طلبات التعليق على قضية السيد موبلي.
وفي مكالمة لمحاموه في 26 أكتوبر، قال السيد موبلي منفعلا أن السجن الذي يحتجر فيه قد تعرض للقصف مرتين من قبل قوات التحالف. وقال " تم مهاجمة السجن ومات كثير من الأشخاص، كما هرب جميع السجناء باستثناء أربعة أو خمسة" بمن فيهم هو. وقال السيد موبلي أنه تعرض للضرب على يد خاطفيه بمن فيهم مدير السجن الذي ضربه على وجهه بعصا بينما كان مكبل اليدين.
وأخبر محاموه أواخر الشهر الماضي انه كان محتجزا في حبس انفرادي. وقال "لا أستطيع أن أشرح كل شيء وإلا فإنهم لن يسمحوا لي بإجراء مكالمات هاتفية بعد الآن، ولكن قدماي كانت مقيدة بالسلاسل خلال الأشهر الأربعة الماضية".
وقد بدا أن السيد موبلي لايعرف الكثير عن تفاصيل ما حدث في اليمن منذ آخر مكالمة هاتفية أجراها مع محاموه في مايو الماضي وطلب الحصول على "تحديث" لمعلوماته.
وأضاف " سأتكلم بإقتضاب لأني أخشى على حياتي، أسمع الإنفجارات كل يوم وهي قريبة جدا من السجن".
تخضع صنعاء لسيطرة المتمردين الحوثيين منذ أكثر من عام وتعرضت لقصف مكثف من قبل الطائرات الحربية السعودية التي ضربت القواعد العسكرية وأجهزة الأمن والمباني الحكومية فضلا عن المنازل السكنية. القصف الذي يأتي بالتوازي مع نقص حاد في الوقود والكهرباء جعل من الصعب جدا على المؤسسات اليمنية، بما في ذلك المحاكم، القيام بعملها.
ولم يتضح ما إذا كان المتمردون يشرفون مباشرة على السجون أو أنهم مسؤولون عن القرار بالمضي قدما في مقاضاة السيد موبلي، حيث لا تزال العديد من الجهات الحكومية والأمنية في أيدي مسؤولين من الحكومات اليمنية السابقة بما في ذلك اولئك الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي لا يزال في اليمن حليفا للحوثيين.
أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في اليمن في فبراير الماضي وتدعم بقوة الحكومة اليمنية في المنفى.
قال السيد موبلي في مكالمة هاتفية أن خاطفيه يظهرون له الكثير من العداء لأنه أمريكي، وطلب مساعدة حكومته.
http://nytimes.com/2015/11/10/world/middleeast/yemen-prisoner-sharif-mobley.html?_r=0&referer=
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق