صحيفة الغارديان
الثلاثاء 3 نوفمبر 2015
ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب
وصل إعصار قوي مصحوب برياح عاتية اليوم الثلاثاء إلى اليابسة على الساحل اليمني المطل على البحر العربي وغمرت الفيضانات المكلا، خامس أكبر مدينة في البلاد، ودفعت الآلاف من السكان للبحث عن مأوى.
يقول المسؤولون وخبراء الأرصاد الجوية أن الإعصار هو الأشد منذ عقود في هذا البلد القاحل الذي يعصف به الفقر والحرب الأهلية المستعرة.
في المكلا، عاصمة المحافظة التي يقبع 300 الف نسمة من سكانها تحت حكم مقاتلي تنظيم القاعدة منذ انسحب الجيش في أبريل، غمرت المياه السيارات في شوارع المدينة وتسببت في هروب عشرات الأسر إلى المستشفى خوفا من الانهيارات الصخرية.
وقال السكان ان الرصيف البحري والعديد من المنازل قد دُمِّرَت بسبب الإعصار المسمى تشابالا، وأفاد مسؤولون في محافظة شبوة النائية ان نحو 6000 شخص انتقلوا الى مناطق مرتفعة.
يقول صبري سليم الذي يعيش في المكلا " تسببت الرياح في حدوث انقطاع كلي للكهرباء في المدينة وأصيب الناس بالفزع. أُضطر بعض السكان إلى مغادرة منازلهم والفرار إلى المناطق المرتفعة حيث كان الفيضان أقل، كانت ليلة صعبة ولكنها مرت بسلام".
ولم ترد تقارير أولية عن وقوع اصابات.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (Ocha) أن عدد سكان محافظتي شبوة وحضرموت - حيث ضرب الإعصار اليابسة - يبلغ حوالي 1.8 مليون نسمة، 1.4 مليون منهم في حاجة ماسة للدعم الإنساني. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الإثنين " مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والوكالات التابعة للأمم تراقب وتخطط مسبقا لأعمال الإغاثة استعدادا لوصول العاصفة إلى اليابسة ".
كما ذكر مكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث (UNISDR) أن إعصار تشابالا نشأ في المحيط الهندي يوم 28 أكتوبر واشتدت قوته في الأيام اللاحقة حتى بلغ الفئة 4. وتشكلت للعاصفة القدرة على إسقاط ثلاثة أو أربعة أضعاف متوسط معدل سقوط الأمطار السنوي في يوم واحد فقط أو اثنين على أجزاء من شرق اليمن وجنوب غرب عمان.
تضرع أحد متشددي تنظيم القاعدة على تويتر للخلاص من العاصفة وقال إن طائرة أمريكية بدون طيار كانت تحلق على علوٍ منخفض لاسيما فوق المدينة حيث قتل نائب القائد للجماعة المسلحة في غارة جوية في يونيو حزيران الماضي. يقول الرجل الذي يتخذ من ليث المكلا أسما له "قد يتسبب الله في سقوطها" وقال معقبا "اللهم جنبنا غضبك، واجعل الأمطار في قلب الوديان والجبال".
وضرب الإعصار في البدء جزيرة سقطرى اليمنية النائية يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وتشريد الآلاف. وتعتبر الجزيرة - التي تقع على بعد 380 كيلومتر قبالة السواحل اليمنية في البحر العربي - موطناً لمئات الأنواع النباتية التي لاتوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. ويتحدث عدد سكانها البالغ 50 ألف لغتهم الخاصة.
وتوقعت وكالات الأرصاد الجوية أن يضرب تشابالا الأرض حول بلحاف، موقع منشأة الغاز الطبيعي المسال في اليمن، ومن ثم تضعف قوته عند تقدمه نحو العاصمة صنعاء في الشمال.
هذا وقد توقفت منشأة بلحاف تقريبا بالكامل وأُغلِقَت منذ بدء الحرب في مارس بين قوات التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية وحركة الحوثيين المتحالفة مع ايران و التي تسيطر على صنعاء. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت المنشأة التي تمثل شريان الحياة للاقتصاد اليمني الضعيف قد تضررت من الإعصار.
http://www.theguardian.com/global-development/2015/nov/03/powerful-cyclone-flooding-yemen-civil-war
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق