الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

ردة فعلك تجاه الإسلام ستحدد من أنت

الدكتور أفشين عمراني - مجلة "جوش جورنال" اليهودية - لوس انجلوس
الأربعاء 18 نوفمبر 2015

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

في أحد الإيام، عندما كنت طفلا، سألت بستاني فقير كان يعيش في مرآب أحد الجيران مع ثلاثة أطفال مرضى وزوجة معتلة صحيا، لماذا يبتسم دائما. لقد أحببت حكمته. كنت أراه يوميا، ولم يحدث أن تذمر أبدا. "يابني، كتب الله قصتي وانا مجرد ممثل يقوم بالدور في كتابه. فأي رضى وقناعة أعظم من ذلك؟ "

أنا سعيد، فقد نشأت في إيران، وهي دولة مسلمة، وشهدت فيها الوجه الحقيقي للإسلام والإيمان والاستسلام والسلام. خلال الثورة، شاهدت وسمعت العديد من القصص عن المسلمين الذين ساعدوا اليهود والمسيحيين والبهائيين على الهرب من موت مؤكد. لقد نشأت مع أقوال علي خان مثل " الأشخاص الجميلين ليسوا دائما جيدين، ولكن الأشخاص الجيدين دائما جميلين". وكذلك "ذنبك ليس أكبر من رحمة الله". كما أبقتني قصائد شاعري المحبوب جلال الدين الرومي رقيقا دافئا حتى اليوم.

عالمنا ممزق في الوقت الراهن من خلال قضية قبول اللاجئين السوريين. وذهب البعض بعيدا حد اقتراح سياسات لقبول أولئك الذين سقطوا في " اختبار التشدد الإسلامي". نظرتك للمسلمين ستؤثر عميقا في قرارك حول هولاء التعساء وتبين هل أنت تتصرف بدافع الحب أم بدافع الخوف؟

لقد جُبِلَ البعض منكم على كره كل ماهو مسلم. لقد سمعتكم تهمسون "اقتلوهم جميعا"، وهناك آخرون أصبحوا متحفظون سياسيا لدرجة أنهم يخشون حتى النطق بكلمة مسلم أو إسلام خوفا من إهانة شخص ما. كما يجد البعض إحساسا مقززا  بالسرور وهم يقتبسون آيات من القرآن ليبدو كشيطاني دون معرفة وثيقة بالإسلام أو كتبه المقدسة في هذه المسألة. فيما لا يزال البعض الآخر، من أولئك الذين لما يصادقوا أو يواعدوا أو جلسوا على العشاء مع مسلم من قبل، يؤطرون كل المسلمين في السياق المتصدر اليوم، الا وهو الإرهاب.

اسمحوا لي أن أشاطركم بعض الأفكار:

1- هناك ما يقرب من 1.6 مليار مسلم في العالم، وذلك سيكون خير عون لكم لاقامة علاقات صداقة مع عدد منهم ومعرفتهم جيدا.

2- سينمو المسلمين أكثر من الضعف مقارنة بالنمو الإجمالي لسكان العالم بين عامي 2010 و 2050، ومن المرجح أن يتجاوزوا عدد النصارى الذين يمثلون الآن أكبر مجموعة دينية في العالم. لهذا، إذا لم تكن مسلما فستكون قريبا من الأقلية!

3- هناك آيات مزعجة للغاية في الإنجيل والتوراة وكتاب "العهد الجديد". ويمكن استخراج الآيات الوحشية وحتى الشيطانية من صفحات أي "كتاب مقدس".

4- الغالبية العظمى من المسلمين لا يختلفون عن الغالبية العظمى من اليهود أو المسيحيين. الناس هم الناس عندما تتعرف عليهم.

5- التطرف الموجود في الإسلام هو أقسى حاليا من أي شيء آخر، لكن تاريخ العالم شهد التطرف من المسيحيين متمثلا في الحروب الصليبية، وكذلك من الأيديولوجيات العلمانية مثل الماركسية أو التطهير العرقي لهتلر.

6- يريد ​​المسلم العادي ما نريده جميعا: الحياة، الحب، الحرية، والسعي لتحقيق السعادة.

7- معظم المسلمين يخجلون من الإرهابيين والإرهاب والتطرف، وهذا ما أتمناه بالنسبة للبقية منا للنأي بأنفسهم عن الإتصال مع هذا الفكر البشع. في الواقع، لديهم مايخسروه نتيجة افتراءات أنبيائهم وكتابهم المقدس أكثر مما سيخسرة بقيتنا.

8- في نهاية المطاف، سيستخدم الأشخاص الصالحون المذهب أو الدين في مساعدة الآخرين، في حين سيسيء الأشخاص السيئين استعمال المذهب أو الدين لإيذاء الآخرين.

9- عندما لا ترى المسلمين يجهرون بالحديث لك أو ضد المتطرفين فحاول أن تشركهم وتتحدث إليهم ولكن لا تهاجمهم  وتبني الجدران التي يحتمل أن تحجب ورائها أكثر حلفائك أهمية.

10- ردة فعلك تجاه الإسلام والمسلمين، في نهاية المطاف، ستفصح عن شخصيتك  أكثر مما ستفصح عن دينك.

بدلا من نشر الشتائم بحق النبي محمد وإثارة المشاكل بغية الحصول على بضعة إعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي  أو الإشادة من أصدقاء غير مسلمين، فإن جهودك يمكن أن تثمر أكثر إذا مددت يدك وبنيت جسورا لمناصرة المسلمين الطيبين الذين يرغبون كثيرا في ودك.

وكما تقول تعاليم الحكمة الصوفية: "قبل أن تتكلم اسأل نفسك: هل ما سأقوله لطيف، هل هو ضروري، هل هو صحيح، هل سيكون أفضل من الصمت؟"

http://www.jewishjournal.com/dr_emranis_mystic_healing/item/your_reaction_to_islam_will_define_who_you_are

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق