بقلم مايكل بريندان
مجلة "ذ ويك" الأمريكية
5 نوفمبر 2015
مجلة "ذ ويك" الأمريكية
5 نوفمبر 2015
ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب
تتورط الولايات المتحدة بشدة في حرب لا داعي لها في الشرق الأوسط. ستقول أعرف، أعرف، فذلك يبدو مألوفا بشكل مروع. لكن هذه حرب شرق أوسطية عبثية قد لاتعرف الكثير عنها. تقدم الولايات المتحدة الدعم والإسناد اللوجستي و الإستخباراتي لمساعدة المملكة العربية السعودية في تلك الحرب القومية ضد جارتها اليمن، وتولت الولايات المتحدة الضربات الجوية للطائرات بدون طيار كجزء من هذه العملية أيضا. يجري تدمير اليمن في هذه العملية وإضافة أزمة أخرى لأزمات اللاجئين في الشرق الأوسط والتي ستنعكس على كلا من جبيوتي وعمان والصومال.
سأستعرض خلفية الأوضاع في اليمن، فقد تم تقسيم اليمن إلى شمال و جنوب، يتمركز الحوثيون في الشمال ويعتنقون الزيدية وهو نوع من الإسلام الشيعي، في حين يُعتَبر جنوب اليمن سنّي إلى حد كبير وهو المذهب الذي هيمن تاريخيا على شعبه. انتفض الحوثيون ضد الحكومة الوطنية التي أزاحت علي عبد الله صالح في عام 2012 وحلت محله حكومة انتقالية لم تشمل الحوثيين. لذلك أطاح الحوثيين في الأساس بالحكومة الانتقالية واستولوا على العاصمة.
هذا الربيع، بدأ الحوثيين بالدفع باتجاه الجنوب. حشدت السعودية - القوة السنية البارزة في المنطقة - تحالف من الدول العربية للتدخل وسحق الحوثيين بمساندة مصر ودول أخرى في الخليج الفارسي. لكن الحقيقية الدامغة في هذه العملية هي أنها معارة وممنوحة من العم سام.
الحرب في اليمن، التي تعد واحدة من أكثر البلدان فقرا في المنطقة، أصبحت كارثة إنسانية. تستورد اليمن تقريبا كل موادها الغذائية، لهذا فإن الحصار الذي تقوده السعودية يدمر الشعب. في الشهر الماضي، ذكرت منظمة اليونيسيف أن ما يقرب من نصف مليون طفل هناك يعانون من سوء تغذية يهدد حياتهم.
نزح مليون مواطن يمني بعد تدخل الأجانب في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. قصف التحالف بقيادة السعودية مراكز الرعاية الصحية في اليمن، حتى ذلك المستشفى المدار من قبل أطباء بلا حدود الذي كان يخدم عدد 200 ألف من السكان. لم يكن هذا القصف طائش، بل كان هجوم متقن على المستشفى امتد لساعات. كانت منظمة أطباء بلا حدود قد زودت إحداثياتها للتحالف الذي تقوده السعودية قبل الهجوم. مع ذلك تم قصفها.
تقول ناحال توسي من صحيفة بوليتيكو أن إدارة الرئيس أوباما "محبطة على نحو واسع" من المملكة العربية السعودية. على مايبدو، أن إدارة أوباما ليست محبطة بما يكفي لتسحب دعمها الإستخباراتي والتكتيكي. محبطة فقط بما يكفي لأن تسرب تصريحات رخوة للصحيفة. تُعَد السعودية صديق وحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة تعد فيها إيران والعراق دول معادية. لكن حرب آل سعود في اليمن هي صراع يثير غضب العديد من الحلفاء آلآخرين، حيث طالبت أستراليا في وقت مبكر من أبريل بوقف إطلاق النار لإنهاء الأزمة الإنسانية و قتل المدنيين.
فشل أمريكا في الاستماع أو العمل له عواقب على مصداقية الولايات المتحدة (على افتراض أنها موجودة). كل مواقف الولايات المتحدة حول تجنيب قتل المدنيين في ليبيا و سوريا تدخل في صميم النفاق المقزز المتمثل في دعم الولايات المتحدة للسعودية و أصدقاءها، والتي تعزز أسلوب الولايات المتحدة في إقحام نفسها في أي مكان يوجد فيه الدمار والموت والبؤس في الشرق الأوسط. علينا أن نتفهم تماما حين يلقى اولئك الذين أصبحوا ضحايا للفوضى في المنطقة باللوم على الهيمنة العالمية التي قررت إقحام نفسها غير مدعوة.
إنه لشيء مخزٍ ومقيت. تحتاج إدارة أوباما إلى الاعتراف بأنها، كصديق حرض على سلوك متهور، تتحمل المسؤولية. لقد حان الوقت لكي نقول لصديقنا أن يتوقف، ينهي الحصار ويوقف قصف وتفجير الأهداف مدنية، و يسمح للشعب اليمني التوصل إلى تسوية سياسية جديدة أكثر دواما وأملا. لدى الولايات المتحدة في ضميرها ما يكفي من الكوارث التي سببتها في هذه المنطقة. نحن أيضا لا نحتاج اليمن.
http://theweek.com/articles/587008/how-saudi-arabias-war-yemen-became-americas-shame
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق