الأحد، 15 نوفمبر 2015

حظر السفر على إحدى مناصرات حقوق المرأة في اليمن

منظمة هيومن رايتس ووتش
الأحد 15 نوفمبر 2015

ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب

بيروت - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم أن المسؤولين الحوثيين في اليمن منعوا إحدى الشخصيات البارزة في مناصرة حقوق المرأة من السفر لحضور الاجتماعات التحضيرية لمحادثات السلام في المنطقة. ينبغي على الحوثيين والمعروفين أيضا باسم أنصار الله رفع كل القيود المفروضة على سفر الدكتورة شفيقة الوحش، المدير التتفيذي للجنة الوطنية للمرأة، وزملائها لتمكينهم من المشاركة في الحوار خارج اليمن.

وكانت سلطات الحوثي قد منعت الدكتورة شفيقة مرتين في الشهر الماضي من السفر لحضور الاجتماعات التحضيرية لمحادثات مستقبلية تتعلق بحل الصراع المسلح في اليمن. وعلى الرغم من دورها القيادي في جلب أصوات النساء في مفاوضات السلام اليمنية إلا أنها قالت انها منعت من السفر إلى الأردن ومن ثم منعت من السفر إلى مصر مع أنه تم السماح لنائبها و 15 من زميلاتها بالذهاب إلى الاجتماع الأخير. وقد رفض الحوثيون طلبها الثاني متعللين بالوضع الأمني في اليمن. يتضمن عمل الدكتورة شفيقة في اللجنة الوطنية للمرأة التنسيق لضمان مشاركة النساء من جميع الخلفيات السياسية في الحوار ورفع الوعي حول التأثير الإنساني للنزاع المسلح في اليمن على النساء.

تقول سارة تايلور أحد مناصري المرأة والسلام والأمن في هيومن رايتس ووتش " تبعث السلطات الحوثية برسالة مرعبة من خلال منع النساء اللواتي يحاولن تحقيق السلامة والأمن لليمن من مغادرة البلاد". وأضافت "المرأة لها الحق في المشاركة ودورها أساسي في محادثات السلام إذا تم التطرق لمخاوف كل الشرائح السكانية."

وتنص الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تعتبر اليمن طرفا فيها، على أن "لكل فرد حرية مغادرة أي بلد" بما في ذلك بلده، و أي قيود على هذا الحق ينبغي أن تتم بموجب القانون ولأسباب ضرورية تتعلق بالأمن الوطني أو لأسباب أخرى، لكنها "يجب ألا تبطل مبدأ حرية التنقل" وأن تكون متوافقة مع حقوق أخرى. ووفقا للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فإن أي قيود قانونية "ينبغي أن تستخدم معايير دقيقة لا أن تعبر عن أهواء مطلقة".

في 26 مارس 2015، شنت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية حملة جوية ضد الحوثيين والقوات المتحالفة معها في اليمن. الحوثيون جماعة مسلحة من شمال اليمن تمكنت في وقت سابق من السيطرة على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى مما تسبب في فرار الرئيس عبده ربه منصور هادي وحكومته إلى المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك الحين تشجع الأمم المتحدة وجهات اقليمية مختلفة مفاوضات السلام على الرغم من فشل عدة جولات من المحادثات. واقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عقد جولة جديدة من المحادثات في وقت لاحق من نوفمبر في جنيف.

تأتي القيود التي فرضتها السلطات الحوثية على سفر الدكتورة شفيقة بعد أقل من شهر من تعهد 110 بلدا بتوفير الدعم السياسي والمالي للنساء المتضررات من الحرب وتأكيدها على أهمية دور المرأة في إنهاء الصراع بمناسبة الذكرى الـ 15 لأول قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول المرأة والنزاعات المسلحة.

حيث دعا قرار مجلس الأمن رقم 1325 الذي اعتمد في عام 2000 الى "المشاركة المتساوية للمرأة والإنخراط الكامل في جميع الجهود الرامية إلى صون وتعزيز السلام والأمن". وفي السنوات التي تلت، أصدر مجلس الأمن سبعة قرارات إضافية داعمة لدور المرأة في تحقيق والحفاظ على السلام والأمن. وفي أكتوبر 2015 قدم ولد الشيخ إحاطة إلى مجلس الأمن حول العديد من النساء من مختلف الإطياف السياسية في اليمن بمن فيهن الدكتورة شفيقة واللاتي جئن معا للدفع باتجاه استئناف عملية السلام.

تظهر الأبحاث الأخيرة أن المشاركة الفعالة للمرأة في المفاوضات يحسن من فرص التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وقد واجهت اليمن بالفعل عواقب المفاوضات السابقة التي لم تحرص على مبادئ العدالة والمساءلة للجميع كركيزة أساسية.

وأغلق الحوثيون خلال الأشهر الأخيرة أبواب منظمات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية الأخرى واعتقلوا أفراد هذه المنظمات بشكل تعسفي. وقد قابلت هيومن رايتس ووتش أعضاء من ثلاث منظمات غير حكومية داهمها المسلحين الحوثيين وأغلقوها في أبريل وتم منعها من إعادة العمل. كما وثقت هيومن رايتس ووتش اخفاء الحوثيين القسري لعبد القادر الجنيد، وهو طبيب وناشط حقوقي، في الخامس من أغسطس ولم يقدم الحوثيون حتى الآن أي معلومات لأسرته عن حالته أو مكان وجوده.

وقالت تايلور "اذا تمكنت النساء اليمنيات من إيصال إصواتهن فإنهن يمكن أن يلعبن دورا كبيرا في عمليات السلام في البلاد". وأضافت " يجب على الحوثيون تشجيع النساء على المشاركة في محادثات السلام هذه، وليس خلق العقبات."

https://www.hrw.org/news/2015/11/14/yemen-travel-ban-womens-rights-advocate

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق