صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)
2 نوفمبر 2015
ترجمة: عبدالرحمن أبوطالب
حرض، اليمن - تتدهور الظروف المعيشية للنساء والفتيات اليمنيات نتيجة استمرار الصراع في اليمن. يقول خبراء الشؤون الإنسانية أن التوتر والفوضى الناتجة عن الأزمة المصحوب بحالة عدم المساواة القائمة بين الجنسين قد تركت النساء والفتيات عرضة للعنف الشديد والاستغلال وسوء المعاملة.
أدى الصراع في اليمن، منذ 19 مارس, إلى سقوط 5600 قتيل و أكثر من 32 الف مصاب وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر منتصف اكتوبر تشرين الاول. وتقول وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من مليونين ونصف من المواطنين قد تأثروا بالكارثة بمن فيهم المواطنين واللاجئين اللذين نزحوا نتيجة الأزمات السابقة في البلاد.
تقول أحلام صوفان خبيرة الصندوق لقضايا المرأة في اليمن " تعتبر النساء والفتيات الفئة الأكثر تعرضا للمعاناة في المناطق المتضررة من الصراع". عند انضمام الرجال إلى ساحات القتال، فإن النساء يُترَكن لإدارة شؤون المنزل بمفردهن. تناضل هؤلاء النسوة في أغلب الأحيان من أجل الوصول للخدمات الأساسية لحماية أنفسهن وحماية أطفالهن، وقد اضطرت العديد من النساء للنزوح عن مجتمعاتها المحلية.
وعن كيف يؤدي الصراع إلى تفاقم معاناة المرأة، تقول السيدة أحلام " في الصراع الحالي، تتعرض المرأة للعنف الجسدي والنفسي حين تجد نفسها وقد تحولت بمقتضى الواجب للقيام بدور رب الأسرة، بالإضافة للضغط النفسي الناتج عن الحرب، والنزوح، والإفتقار للسكن اللائق ومايترتب عليه من نقص الخصوصية، علاوة على مستوى الفقر الذي يؤدي لانعدام الأمن الغذائي".
لكن وحتى قبل اندلاع الصراع الحالي، فقد كان العنف ضد النساء و الفتيات منتشر على نطاق واسع. تسببت الأزمات السابقة للعديد من النساء بالعيش في ظروف محفوفة بالمخاطر. رشيدة ذات العشرين ربيعا إحدى هذه الضحايا، حيث نزحت قبل سنوات نتيجة الصراع في محافظة صعدة في اليمن، وقد عاشوا في فقر مدقع في مخيم المزرق في منطقة حرض، وعندما بلغت رشيدة سن الـ 15 قرر والدها تزويجها ليخفف عن نفسه عبء رعايتها.
وقد بدا كم كان زوجها متعسفا، حين نقلها إلى منطقة لاتعرف فيها الا القليل من الناس وقام بعزلها عن أسرتها وأصدقائها. في غضون أربع سنوات، كانت رشيدة قد أنجبت خمسة أطفال مريم، آسيا، نسرين، معتز و عبده. في أحد الأيام من العام الماضي، اعتدى الزوج بشراسة على رشيدة ثم تخلي عن الأسرة. لم تعرف رشيدة كيفية الوصول للخدمات أو الحصول على دعم لها ولأطفالها الصغار. من حسن الحظ، علمت منظمة محلية بقضيتها و قامت بالتنسيق لتلقيها مساعدة من برنامج المعونات الممول من صندوق السكان و مجموعة انتيريوس للشؤون الإنسانية.
تعلمت رشيدة الخياطة و التطريز في البرنامج وفي نهاية الدورة تلقت آلة خياطة وبدأت عملها الخاص في مجال الخياطة. تملك رشيدة الآن دخل ثابت يؤمن لها توفير اللازم لها ولأطفالها. حتى أنه طُلِب منها العودة لورشة تدريب الخياطة ولكن كمدربة هذه المرة. قصص تخلي رب الأسرة و سوء المعاملة، كقصة رشيدة، شائعة في الأزمة الحالية أيضا، لكن الإحجام عن التبليغ عنها يعني أن مستوى العنف الذي تتعرض له النساء غير معروف.
تقول السيدة أحلام " في اليمن، من الصعب جدا التمييز بشكل دقيق بين حالات العنف التي تعاني منها النساء والمرتبطة بالصراع الدائر و تلك التي لا علاقة لها بالصراع". ومع ذلك فإن من الواضح أن النساء يواجهن الخطر. تضيف أحلام " هناك مؤشرات على أن قضايا العنف ضد المرأة لاتزال قائمة، مثل الزواج القسري للأطفال، وكذلك العنف المنزلي وسوء المعاملة النفسية والعاطفية والحرمان من الميراث بالإضافة إلى الاغتصاب و الاعتداء الجنسي".
يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع شركاءه الجهود الرامية إلى دعم النساء و الفتيات، بما في ذلك الناجين من زواج الأطفال و العنف وكذا الجهود الرامية إلى منع سوء المعاملة الجارية الآن من خلال رفع الوعي بحقوق المرأة. ولكن من غير المحتمل تحسين وضع المرأة و الفتيات إلا بإنهاء الأعمال العدائية واستعادة السلامة للمرأة و أن تصبح المساواة من الأولويات.
http://www.unfpa.org/news/yemen-conflict-drags-women%E2%80%99s-vulnerability-grows
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق